×

أخر الأخبار

"المجتمع الفيلي العراقي في إيلام": جذور ممتدة عبر الحدود وتأثير ثقافي واقتصادي بارز

  • 9-08-2025, 11:42
  • 270 مشاهدة

أعداد .ايناس الوندي .

الفِييليون (Faili/Feyli Kurds) هم مكون كوردي أصيل يعيش منذ قرون على جانبي الحدود بين العراق وإيران، ويتحدثون لهجة كوردية جنوبية مميزة. عاش الفيليون في العراق وإيران بروابط قرابة وثقافة مشتركة، لكن أحداث القرن العشرين قلبت حياتهم رأسًا على عقب.
خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وتحت حكم النظام البائد في العراق، تعرض الفيليون لسياسات ممنهجة من التمييز العرقي والمذهبي، شملت سحب الجنسية، مصادرة الممتلكات، والتهجير القسري. وثّقت منظمات حقوقية دولية، منها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، هذه الانتهاكات التي دفعت عشرات الآلاف منهم إلى النزوح نحو إيران، بحثًا عن الأمان.

إيلام… محطة استقرار جديدة
محافظة إيلام، الواقعة غرب إيران، ذات أغلبية كوردية، مما جعلها بيئة حاضنة للفيليين المهجرين. تقارير لغوية وديموغرافية تشير إلى أن الكوردية هي اللغة الغالبة في المحافظة، وأن شريحة واسعة من سكانها هم من الكورد، بما فيهم الفيليون العراقيون الذين وجدوا فيها امتدادًا طبيعيًا لجذورهم.
الأثر الثقافي والاجتماعي
حفظ الهوية ونقل الثقافة: جلب الفيليون معهم إلى إيلام الموروث العراقي الفيلي، من أطباق مثل الدولمة والباجة، إلى اللهجة العراقية المميزة التي أصبحت مألوفة في أسواق المدينة.
روابط العائلة: لا تزال علاقات القرابة قوية بين الفيليين في العراق وإيلام، إذ تربط معظم العائلات جسور زيارة وتواصل، مما حافظ على وحدة النسيج الاجتماعي عبر الحدود.
الأثر الاقتصادي
إيلام مدينة تعتمد في اقتصادها على التجارة والخدمات والأعمال الصغيرة. ساهم الفيليون بشكل بارز في هذه القطاعات من خلال إدارة المتاجر، المشاركة في الأسواق، وتأسيس مشاريع صغيرة. ورغم انتشار مقولة محلية بأن "نصف محلات المدينة يملكها فيليون"، فإن هذه النسبة تحتاج إلى توثيق رسمي عبر إحصاءات أو دراسات ميدانية.

ملاحظات بحثية
بعض الانطباعات المنتشرة عن حجم الحضور الاقتصادي أو عدد العائلات قد تكون صحيحة كملاحظة اجتماعية، لكنها ليست أرقامًا رسمية موثقةوهو بحاجة لتوثيق رسمي لحقيقتها. الدراسات الأكاديمية والمسوحات الميدانية ضرورية لتأكيد هذه التفاصيل.
ختاما.
إيلام ليست مجرد مدينة حدودية؛ إنها شاهد على قدرة المجتمع الفيلي العراقي على تحويل مأساة التهجير في عهد النظام البائد إلى فرصة للحفاظ على الهوية، نقل الثقافة، والمساهمة في بناء اقتصاد محلي نشط. وما بين الأسواق التي تعج باللهجة الفيلية العراقية والموائد التي تحمل نكهة بغداد، تظل إيلام اليوم مرآة تعكس قوة التمسك بالجذور رغم كل محاولات الاقتلاع.