×

أخر الأخبار

. يوم الشهيد الكوردي الفيلي: ذاكرة الألم والصمود

  • 2-04-2025, 12:04
  • 151 مشاهدة



بقلم .ايناس الوندي 


يُحيي الكورد الفيليون في العراق، في الأول من نيسان من كل عام، يوم الشهيد الفيلي، تخليدًا لذكرى آلاف الشهداء الذين راحوا ضحية سياسات القمع والتهجير والاضطهاد التي نفذها النظام البائد بحق هذه الشريحة الأصيلة من مكونات المجتمع العراقي.

تاريخ المأساة.


تعرض الكورد الفيليون خلال العقود الماضية، وخصوصًا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لحملات تهجير قسرية واسعة شملت إسقاط الجنسية العراقية عنهم ومصادرة ممتلكاتهم، إضافة إلى الاختفاء القسري لآلاف الشباب الذين اختطفوا من عائلاتهم ولم يُعرف مصيرهم حتى اليوم.

وبلغت ذروة الاضطهاد في عام 1980، حين بدأ النظام السابق عمليات ترحيل جماعية للكورد الفيليين إلى إيران بحجة أنهم "أجانب"، رغم أنهم من أقدم المكونات العراقية، وساهموا بفعالية في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد.


إحياء الذكرى والمطالبات بالإنصاف


في كل عام، يُنظم الكورد الفيليون فعاليات ومراسيم لإحياء ذكرى شهدائهم، حيث تُقام مجالس عزاء ومعارض وثائقية، وتُنظم حملات للمطالبة بإحقاق العدالة لعوائل الضحايا، والكشف عن مصير المختفين قسرًا، واستعادة الحقوق المسلوبة.

ورغم مرور أكثر من أربعة عقود على هذه الجريمة، لا تزال معاناة الفيليين قائمة، حيث يواجه الكثير منهم مشاكل تتعلق بالجنسية العراقية، واسترجاع ممتلكاتهم، ودمجهم في العملية السياسية لضمان تمثيلهم العادل في مؤسسات الدولة.


رسالة وفاء وتأكيد على الهوية


يمثل يوم الشهيد الكوردي الفيلي مناسبة للتذكير بالجرائم التي تعرض لها الفيليون، لكنه أيضًا يومٌ للتأكيد على صمودهم وتمسكهم بهويتهم العراقية، ومطالبة الجهات المسؤولة بتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وأسرهم.

ويبقى هذا اليوم شاهدًا على حجم المأساة التي عاشها الكورد الفيليون، ورسالة بأن العدالة لا تسقط بالتقادم، وأن حقوق الضحايا ستبقى قضية حية في ضمير العراق وأجياله القادمة