تنوع نيوز .ايناس الوندي
تقع محافظة إيلام غرب إيران، على الحدود مع العراق، وتعد الأقرب إلى محافظة واسط العراقية، حيث لا تفصل بينهما سوى ساعة واحدة. تمتاز إيلام بطبيعتها الجبلية الساحرة، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الثلوج في الشتاء والمروج الخضراء في الربيع، حيث تتحول جبالها إلى لوحة طبيعية مبهرة. ورغم صغر حجمها، تضم المدينة العديد من الشلالات والمعالم الطبيعية، إلى جانب أسواقها الشعبية التي تعكس تراث أهلها، ومعظمهم من الكورد الفيليين الذين يتحدثون الفارسية والكوردية، ويجيد العديد منهم العربية.
يعد الكورد الفيليون جزءًا أصيلًا من النسيج السكاني في إيلام، حيث تمتد جذورهم عبر الحدود العراقية، خاصة في واسط وديالى وشرق بغداد. تعرض الفيليون لاضطهاد تاريخي، وبلغت مأساتهم ذروتها خلال حقبة صدام حسين، إذ تم تهجير عشرات الآلاف منهم قسرًا إلى إيران في أواخر السبعينيات والثمانينيات، بحجة "التبعية الإيرانية".
كان إيلام ومهران من أولى المحطات التي استقبلت المهجّرين، حيث عاش كثير منهم في أوضاع صعبة، محرومين من الهوية والممتلكات، بينما سُجن أو أُعدم آخرون داخل العراق. رغم قسوة التهجير، شكلت إيلام ملاذًا مؤقتًا للفيليين الذين وجدوا فيها امتدادًا ثقافيًا واجتماعيًا لهم، قبل أن يتمكن بعضهم من العودة إلى العراق بعد عام 2003.
تُعد مدينة مهران، التابعة لمحافظة إيلام، نقطة عبور رئيسية بين العراق وإيران، حيث يسلكها آلاف الزوار سنويًا، خاصة خلال المناسبات الدينية. كما أنها تحمل رمزية خاصة للكورد الفيليين، إذ كانت المعبر الذي شهد نزوحهم القسري من العراق في العقود الماضية.
إلى جانب تاريخها الحافل، تشتهر إيلام بجمالها الطبيعي، حيث يمكن لزائريها الاستمتاع بالإقامة في فندق زاكروس، الذي يقع على قمة جبل ويوفر إطلالة بانورامية على المدينة. أما لمن يود استكشاف طبيعتها، فسيجد في جبالها الخضراء وشلالاتها المتدفقة ملاذًا هادئًا يعكس روعة الطبيعة وعبق التاريخ.
تمثل إيلام شاهدًا على واحدة من أعقد الفصول في تاريخ الكورد الفيليين، إذ حملت على أرضها قصص تهجيرهم، واحتضنتهم في محنتهم، فيما تظل جبالها وسهولها الممتدة شاهدة على معاناة أناس فقدوا وطنهم قسرًا، قبل أن يعيدهم الحنين إليه من جديد.
