×

أخر الأخبار

بالوثيفة : عقد قران فيلي يعود لعام 1930 يوثق حضور الهوية رغم محاولات الطمس

  • 23-08-2025, 19:35
  • 107 مشاهدة

بغداد – ايناس الوندي

في وثيقة تاريخية نادرة، يعود تاريخها إلى نهاية عشرينيات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1930، يظهر عقد قران أحد الشخصيات الكوردية الفيلية في بغداد، في زمن كانت الهويات الأصيلة حاضرة بقوة في المجتمع العراقي.
الوثيقة تحمل اسم ملكي الفيلي، والد المرحوم الكاتب عبد الأمير ملكي الفيلي، الذي رحل عن عالمنا عام 2003 عن عمر ناهز الثمانين عامًا في مسقط رأسه بالعاصمة بغداد. هذه الوثيقة لا تمثّل مجرد عقد زواج عادي، بل هي شاهد حيّ على عمق الجذور التاريخية للمكون الفيلي في العراق، قبل أن تطاله سياسات الإقصاء لاحقًا.

من الاعتزاز باللقب إلى محاولات الطمس
المثير في هذه الوثيقة هو وضوح استخدام لقب "الفيلي" رسميًا في المعاملات المدنية في ذلك الزمن، في دلالة على الاعتراف الاجتماعي والقانوني بهوية هذا المكوّن. لكن سرعان ما تغيّر المشهد بعد عقود، عندما جاء النظام البائد بقرارات تعسفية حرمت الفيليين من أبسط حقوقهم، فأُجبر الكثيرون على حذف لقبهم القومي من الوثائق الرسمية، واستبداله بلقب عربي تحت التهديد بالتهجير القسري.

رمزية الوثيقة في مواجهة النسيان
اليوم، وبعد مرور ما يقارب قرنًا من الزمن، تمثّل هذه الوثيقة دليلًا تاريخيًا على أن المكون الفيلي لم يكن طارئًا على العراق، بل جزء أصيل من نسيجه الاجتماعي، رغم كل محاولات التهميش والطمس التي واجهها.

ختامًا، تبقى مثل هذه الوثائق شاهدة على أن الهوية لا تموت، وأن المكونات التي ساهمت في بناء العراق ستظل راسخة في الذاكرة، مهما حاولت السياسات أن تمحوها.