×

أخر الأخبار

في مثل هذا اليوم 30 ديسمبر.. ذاكرة العراق تستحضر مرحلة النظام السابق ومسؤولية توثيق التاريخ للأجيال

  • اليوم, 12:08
  • 77 مشاهدة

أعداد . ايناس الوندي 

اليوم، لا يمثل التذكير بمرحلة النظام السابق حالة انقسام داخل المجتمع العراقي؛ فالغالبية الساحقة من العراقيين تمتلك يقينًا راسخًا بحجم الانتهاكات والجرائم التي ارتُكبت خلال تلك الحقبة، استنادًا إلى شهادات الضحايا، والوثائق الرسمية، ومحاكمات علنية، وقرارات دولية. وقد تحولت هذه الأحداث من مجرد ذاكرة موجعة إلى وعي جمعي تتعامل معه المؤسسات التعليمية والثقافية باعتباره فصلًا من تاريخ يجب أن يُدرّس للأجيال، لا أن يُهمل.

وفي هذا الإطار، بدأت وزارتي التربية والتعليم العالي خلال السنوات الأخيرة إدراج مضامين توعوية ضمن المناهج الدراسية والمواد التدريبية في الثانويات والجامعات، لتعريف الشباب بالانتهاكات التي مورست بحق مكونات المجتمع العراقي، ومن بينها حملات الأنفال، وتهجير الكورد الفيلية، وقمع المعارضين، ومصادرة الممتلكات والحقوق المدنية. وتهدف هذه الخطوات لتعزيز ثقافة المواطنة والعدالة الانتقالية، وبناء ذاكرة منصفة تمنع تكرار أخطاء الماضي.
في مثل هذا اليوم من عام 2006، نُفذ حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، لتُطوى صفحة مرحلة سياسية امتدت لأكثر من ربع قرن، شهد فيها العراق تحولات كبرى وسياسات داخلية أثرت على المجتمع والدولة حتى اليوم. فمنذ توليه السلطة عام 1979، رافقت حكمه سياسات مركزية صارمة وقمع للمعارضة، واتهامات واسعة بانتهاكات لحقوق الإنسان طالت شرائح متعددة من العراقيين.
أبرز

 الانتهاكات التي وثّقها التاريخ العراقي
حملات الأنفال: التي استهدفت مناطق واسعة في إقليم كوردستان، وتسببت بتدمير قرى كاملة وتهجير سكانها.
قصف حلبجة عام 1988 بأسلحة محظورة، في واحدة من أكبر الهجمات الكيميائية الموثقة ضد المدنيين.

التهجير القسري للكورد الفيلية: إسقاط الجنسية عن عشرات الآلاف، ومصادرة الأموال والممتلكات، وفصل الأسر على الحدود.
تجريد المعارضين من حقوقهم المدنية والسياسية، ومنع السفر والاعتقالات التعسفية والإقصاء من الوظائف.
مصادرة الممتلكات تحت غطاء القرارات الأمنية والسياسية بحق مكونات متعددة، بمن فيهم الكورد الفيلية والشيعة العرب وغيرهم.

ذاكرة لا تزال مفتوحة
ورغم مرور 19 عامًا على سقوط النظام السابق، ما تزال آثار تلك المرحلة حاضرة في تفاصيل حياة فئات واسعة من العراقيين، لا سيما:
المتضررين من فقدان الجنسية،
المهجرين وعائلاتهم،
ضحايا حملات الأنفال،
وأصحاب الأملاك المصادرة وقضاياهم القانونية المستمرة.

ختامًا:
في ذكرى 30 ديسمبر، لا يعود استحضار هذه الأحداث لإعادة تشكيل الانقسامات، بل لترسيخ مسؤولية الوعي التاريخي، وضمان عدم تكرار الأخطاء، وبناء دولة يحكمها القانون وتُصان فيها كرامة الإنسان، وتُحترم حقوق جميع المكونات بلا استثناء. فالتاريخ ليس مجرد رواية تُحكى، بل درس وطني يُصان للأجيال، حتى لا تتكرر المأساة.