أعداد . ايناس الوندي
نشرت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة هذا الأسبوع على صفحتها الرسمية توثيقاً مؤلماً لقصة المحامية لهيب كشمش نعمان، التي تُعدّ واحدة من أبرز الشواهد على ما تعرض له العراقيون من ظلم واضطهاد في حقبة النظام البائد، وكيف انتهت حياتها بسبب انتقام المجرم عدي صدام.
بداية القصة… جريمة هزّت العراق
في عام 1988، قُتل كامل حنا ججو، الذي كان يعمل ضمن طاقم خدمة النظام، في جريمة ارتكبها عدي صدام. ولأن كامل حنا كان سبباً في تعرّف صدام على زوجته الثانية سميرة الشاهبندر، رُبطت الجريمة لاحقاً بدوافع انتقامية.
تكليف قسري بالمرافعة
كُلّفت المحامية لهيب—رغم رفضها وتوسلها بالإعفاء—بمهمة الدفاع عن القانون ضد عدي في جلسة محاكمته. وبضغط مباشر من صدام نفسه، اضطرت للوقوف في المحكمة وتأدية واجبها المهني.
وبحسب الوثائق التاريخية، فقد أسهمت مرافعتها المهنية في إدانة عدي بالجريمة.
الانتقام القاسي
بعد المحاكمة، تعرضت لهيب لاعتداءات وانتهاكات خطيرة من قِبل عدي، أدت إلى فقدانها لاستقرارها النفسي والجسدي بالكامل، ودُفعت إلى حياة قاسية لا تليق بإنسانة كرّست حياتها للقانون والعدالة.
حياة مأساوية في شوارع بغداد
أصبحت لهيب تتجول لسنوات في شوارع بغداد، لا تجد من يرعاها، رغم أنها كانت واحدة من أبرز المحاميات في زمانها.
وظلت تزور الأماكن التي كانت تعرفها في حياتها المهنية السابقة، كأنها تبحث عن بقايا من ذاتها التي سُلبت منها قسراً.
النهاية الصامتة
رحلت لهيب كشمش نعمان بصمت، بعد حياة امتلأت بالظلم والإهمال، وبقيت قصتها شاهداً على ما تعرض له العراقيون من قمع وبطش في تلك الحقبة السوداء.
“لكي لا ننسى… فالتاريخ مسؤوليتنا، والذاكرة حق للأجيال القادمة.”