×

أخر الأخبار

الكورد الفيلية في خانقين يحيون "ليلة شام غريبان".. شعائر الحزن تحت ظلال الخيام المنكوبة

  • 6-07-2025, 21:59
  • 46 مشاهدة

أعداد  – إيناس الوندي

في أجواء تغلّفها رهبة الحزن وحرقة الفقد، أحيى الكُرد الفيلية في خانقين ليلة "شام غريبان"، الليلة التي أعقبت واقعة الطف، والتي تمثل ذروة الفاجعة في الوجدان الحسيني، حين تُرك أهل بيت الإمام الحسين (ع) بلا مأوى، بعد أن أُحرقت خيامهم وسُبيت نساؤهم.
وسط الحسينيات القديمة وساحات المواكب، توافد مئات المعزّين من العوائل الفيلية، رجالاً ونساءً وأطفالاً، يحملون الشموع والدموع، ليشاركوا في واحدة من أعمق ليالي العزاء، والتي يطلقون عليها محليًا "ليلة الوحشة".
طقوس فيلية بطابع كربلائي
مع غروب شمس العاشر من محرم، تعمّدت مواكب العزاء في خانقين إطفاء الأنوار، لتُضاء الشموع فقط، في مشهد رمزي يعبّر عن ظلمة الليلة التي عاشها آل بيت النبي بعد استشهاد الحسين. ووسط خيمة محروقة نُصبت على الطين، وقف الأطفال بملابس رثة وعيون دامعة، يستمعون إلى مراثي تُلقى بلهجة فيلية حزينة، تختلط فيها اللغة الكوردية بعربية الجنوب العراقي، في تناغم وجداني لا يعرف الحدود.

وجاء على لسان أحد المعزين في أحدى المواكب الحسينية .

 "ليلة شام غريبان ليست طقسًا دينيًا فحسب، بل هي إعادة تجسيد لذاك الصبر المذبوح في كربلاء. نحن الفيلية، نحمل في ذاكرتنا ظلمًا طويلًا، لذلك حين نحزن على زينب، فإننا نحزن معها على غربتنا وتهجيرنا وقهرنا. هذه الليلة تعني لنا الكثير، لأنها تُشبه ليالينا التي عشناها في الظلام والمنفى."

تقاليد باقية رغم المتغيرات
ورغم موجات النزوح والتغيرات السياسية والاجتماعية، لا يزال الفيلية في خانقين متمسكين بإحياء هذه الليلة، ويُعدونها مناسبة لترسيخ هويتهم المزدوجة كجزء من الأمة الشيعية وأحد المكونات الكردية الأصيلة.

ومع ختام الليلة، تُطلق نداءات حزينة تخترق السكون:
"وين خيمتكم يا زينب؟ ليش انحركت؟"
"منو ضوّى شمعة الليل؟"
"وين حسينج يا مظلومة؟"

ليظل الصوت الفِيلي حاضرًا في العزاء، كما هو حاضر في تاريخ العراق الحديث، شاهداً على صبر شعبٍ أُريد له النسيان، فاختار أن يُخلّد نفسه بدمعة لا تجف.