خانقين – ايناس الوندي
في أجواء روحانية مهيبة، أحيت مدينة خانقين، التي تُعرف بتنوعها القومي والديني، ذكرى عاشوراء، حيث اجتمعت جميع الطوائف من عرب وكورد وتركمان، سنة وشيعة، على قلب رجلٍ واحد، في مشهد نادر يُجسد قيم المحبة والسلام والتعايش.
وتوشحت شوارع وأزقة المدينة بالسواد، فيما ارتفعت رايات العزاء، وتصدحت المجالس بذكرى مصاب الإمام الحسين (ع) وأهل بيته في واقعة الطف الخالدة، مؤكدين أن خانقين ستبقى منبرًا حيًا للولاء والوفاء.
تشابيه الطف تُجسّد العظمة
من أبرز محطات هذه الليلة، كانت تشابيه حادثة الطف التي نُفذت ببراعة وفنية عالية، مستحضرة تفاصيل المأساة بعمق ووجدان مؤثر. وشارك فيها عدد كبير من شباب المدينة، ولاقى العرض تفاعلًا واسعًا من الحضور الذين غصّت بهم الساحات، خاصة عند مواكب العزاء.
موكب مالك الأشتر (عليه السلام) في أركوازي... شعلة لا تنطفئ
برز موكب مالك الأشتر (ع) في منطقة أركوازي كأحد المواكب الرئيسية، حيث قدم عروضًا حسينية مميزة، وكان له دورٌ محوري في تنظيم التشابيه والمجالس، بمشاركة لافتة من الأهالي ومن محبي الحسين (ع) من جميع أنحاء خانقين.
الكورد الفيليون في صدارة المشهد
وكان لـالكورد الفيليين حضور مهيب ومميز في هذه الليلة، حيث أقاموا مجالس العزاء الخاصة بهم، وأحيوا ليلة العاشر من محرم في عدد من الحسينيات والمواكب داخل المدينة، مؤكدين أن الولاء للإمام الحسين (ع) جزء لا يتجزأ من هويتهم الدينية والثقافية، وموروثهم النضالي.
وحدة خانقين في حب الحسين
ما يميز خانقين كل عام في عاشوراء هو هذا النسيج الاجتماعي المتلاحم، حيث يتشارك أبناء المدينة في تنظيم وإحياء المجالس والمواكب، ويتعاون الجميع على تأمين الطرقات وتقديم الخدمات، في صورة تعكس روح المدينة العريقة وتاريخها المشرق بالتسامح.
عدسة الكاميرات التقطت لحظات خالدة من هذه الليلة، سيبقى يوثقها الجميع وبالأخص الكوردالفيلية وفاءً للحسين، ولخانقين... مدينة الحياة والدموع والمواقف.
