×

أخر الأخبار

مؤسستنا الامنية....قرن من الانجازات

  • 11-01-2022, 00:14
  • 321 مشاهدة
  • سعاد حسن الجوهري

طيلة سنوات الحرب مع عصابة داعش الارهابية كانت الاخبار العاجلة او المتاخرة التي نتلقاها من سوح المعارك لا تخلو من اسم "قوات الشرطة" التي كانت تقاتل الى جنب باقي صنوف قواتنا الامنية والعسكرية في تلك الملاحم البطولية الخالدة التي ستبقى عالقة في ضمائرنا وعقولنا ما حيينا.
حينها لا يكاد خبر يخلو من سقوط شهداء وجرحى  ضمن صفوف هذا السلك المضحي الذي توجت انجازاته وانجازات باقي ابطال الوطن من تشكيلات اخرى بكسر شوكة الارهاب الداعشي الاجرامي لترفرف راية عراقنا الحبيبة عالية خفاقة تزهو بالنصر المؤزر.
الذكرى المئوية لتأسيس الشرطة الوطنية العراقية ليست حدثا عابرا وانما يمثل لدى العراقيين مبعث افتخار بسلكهم الامني وعينهم الساهرة على مدى قرن من الزمن وهم يأملون له المزيد من التقدم والرفعة وبما يجعل من داخليتهم الغراء التحلي بنظام مؤسساتي بمستوى الكفاءة والاعداد والتطوير. لقد نجحت الشرطة في العراق ونجحت دوائرها ومؤسساتها خلال هذه السنوات التي أعقبت عام 2003 في أداء أكثر من دور مهم تمثل أبرزها في الإسهام إلى جنب الجيش وأجهزة الأمن الأخرى وقوى الشعب من أجل الدفاع عن أمن الوطن والمواطنين في مواجهة عصابات الإرهاب والجريمة والقتل.
 أن ذلك تمثل أيضا في القدرة على اختزال الزمن وبناء مؤسسات ودوائر يعتد بها وتطمح إلى مزيد من العمل المهني والالتزام بمراعاة حقوق الإنسان وحفظ الحريات برغم صعوبة ظروف البناء ورغم التحديات الخطيرة التي واجهت بناء مؤسسات العراق الجديد. أن تضحيات أبناء الشرطة هي موضع اعتزاز وتقدير وفخر العراقيين. ولا يسعنا هنا إلا أن نحيي صبر ومعاناة العائلات التي فقدت أبناءها الذين عملوا في سلك الشرطة وواجهوا الإرهاب وقضوا شهداء على طريق الدفاع عن البلد والشعب. ان الأمن الداخلي سيبقى مرهونا بتكوين جهاز شرطة قوي.
 فيما تجربتنا اثبتت بان عناصر الشرطة بمختلف صنوفهم وتخصصاتهم ضباطا ومراتب كانوا ومازالوا سباقين لأداء مهامهم بكل شجاعة ومهنية بل وكان لهم أبلغ الأثر في حفظ الأمن الداخلي كركيزة أساسية في حربنا ضد الإرهاب وفرض الامن والاستقرار في ربوع الوطن. لكن ورغم هذا الاعتزاز الكبير يبقى طموح الشعب عالق بزيادة كفاءة عناصر الشرطة وقوى الامن الداخلي بالتدريب والتسليح والتجهيز والمعلومات. فالشعب يعي حقيقة مفادها ان مسيرة الشرطة العراقية وقوى الأمن الداخلي حفلت بالعطاء على مدى عمر الدولة العراقية المعاصرة حيث سطر منتسبوها بأحرف من نور التضحيات الجسام بأرواحهم وراحتهم مواصلين الليل بالنهار من اجل ان يحفظوا للاخرين من ابناء وطنهم حياتهم وحرياتهم وحقوقهم وقد تناثرت كواكب الشهداء من ابناء شرطتنا الاشاوس تزين طريق الحرية بالمجد وهم يقارعون قوى الارهاب والتطرف ويدكون اوكار الفتنة والجريمة ويضربون على ايدي العابثين بالأمن والقانون.
المناسبة العزيزة على قلب كل عراقي فرصة مناسبة لدعوة الحكومة الجديدة والمجلس التشريعي الموقر ان يعملا بكل جهد واخلاص على الارتقاء بواقع مؤسستنا الامنية وتدرييها وتسليحها بما يواكب التطور العالمي المتنامي الذي من شأنه مواجهة التحديات وضمان مسك ملف الامن الداخلي بيد صلبة كالحديد.
ان هذا السفر الموشوم بالوطنية والشجاعة والاقدام يجب ان يتحصن ضد الحزبية والفئوية والجهوية والطائفية ليبقى خالصا للعراق وشعبه الواحد. تحية حب وولاء وعرفان لسلكنا الامني البطل. تحية حب لاسر الشهداء.  وتحية حب اخرى لجرحى هذه المؤسسة العراقية الوطنية الحبيبة.