×

أخر الأخبار

ما بعد حادثة المقدادية.. اليقظة يرحمكم الله

  • 1-11-2021, 23:49
  • 399 مشاهدة
  • سعاد حسن الجوهري


بقلم: 

حادثة اقل ما يمكن وصفها بالاليمة والموجعة. المقدادية الوديعة تلك المنطقة الهادئة تتعرض في غفلة من الزمن الى نكبة. الارهاب التكفيري الظالم يغرس مخالبه في جسد ابنائها العزل المسالمين. حادثة بكل المقاييس لها قراءاتها على ارض الواقع. التوقيت يدفع الى الدهشة والريبة كونه تزامن مع الجدل الدائر بخصوص نتائج الانتخابات.
اما الامر المريب الآخر هو الضربات الموجعة التي تتلقاها رؤوس ومثابات الارهاب الداعشي في مختلف قواطع العمليات والتي اصبحت تحت وابل نيران قواتنا الامنية والعسكرية بمختلف صنوفها قبيل وقوع الحادث. حيث كان الشعب حينها يتلقى الانباء تلو الانباء والتي تفيد باقتحام بواسلنا مضافات للارهابيين في اعقد الاماكن من حيث التضاريس.
التوقيت الآخر هو احتضان العراق جملة فعاليات ومهرجانات وكرنفالات تؤكد عزمه على احتضان الاشقاء والاصدقاء على ارضه ليبعث من خلال هذه الفعاليات جملة رسائل الى البعيد قبل القريب بان بغداد قادمة نحو استعادة دورها الريادي بالمنطقة والعالم.
كل هذه الاسباب وغيرها تستدعي الوقفة الجادة والقراءة الموضوعية لما حصل وذلك لتطويق تداعياتها السياسية والامنية والاجتماعية في الامد المنظور. كما ان الضرورة الوطنية والشرعية والاخلاقية تتطلب ان لايدع جميع العقلاء فرصة لدعاة الفتنة الطائفية النائم ان يوقظوها من جديد بل على الخطاب العقلائي يتحتم الامر بان يقف وقفة المسؤول للحيلولة دون انزلاق الامور الى ما لاتحمد عقباها.
وبما ان الجانب الامني هو اللون الطاغي على ما حصل فانه وبعد حادثة قرية الرشاد في المقدادية ينبغي على صانع القرار الامني التعجيل بمعالجة الموقف على وقف خطط علمية رصينة وسريعة لاتترك للارهابيين المتربصين بوحدة هذا البلد وشعبه فرصة التقاط الانفاس.
هنا تبرز الحاجة للبدء بمرحلة سد الفراغات سيما المناطق التي بقيت طيلة مدة لايستهان بها من الزمن توصف بالهشة او الرخوة امنيا. سيما بعد ان لفت انتباهي حديث بعض القيادات الامنية حينما قالت ان تلك المناطق الرخوة كانت نوافذ الدواعش لتنفيذ مخططاتهم الاجرامية.
الامر يستدعي وبشكل عاجل تعزيز القوات الموجودة بقوات اضافية معززة بقدرات قتالية عالية لانهاء اي مخاطر عبر التموضع في مناطق محددة لها ضمن القواطع الحساسة في ديالى. وهنا من حق المواطن ان يتسائل: "كثيرا سمعنا عن تعزيز الجهد الاستخباري. لكن ما يلمسه المواطن ولاسيما البغداديون اليوم سيطرات ثابتة تشل الحياة. لماذا لا يصار الى نقلها خارج العاصمة واستثمار الجهد التقليدي ما بين المحافظات؟".
اخيرا وليس آخرا..المنجز الامني الذي تحقق بتضحيات العراقيين بجميع اطيافهم ومكوناتهم بحاجة الى الحفاظ كونه لم يتحقق بسهولة ويسر وانما عبر سيول من الدماء والدموع والجهود وسنوات طويلة من النضال. فلا يمكن القبول بان يمد الارهاب التكفيري الاسود راسه مرة اخرى لينهش بجسد ابناء هذا الوطن المتصاهر المتآخي. بل ان الامر يستدعي اليقظة والحيطة والحذر من مراميه الشيطانية المريبة.