الانجاز والاعجاز الذي حققه شعب العراق بدحر المشروع الداعشي واستعادة الارض المستلبة من براثن الزمرة الداعشية الارهابية لم يتحقق بيسر وسهولة بل على جانبي مسير هذا النصر سالت دماء ودموع وبذلت جهود وجهود. فالثابت في هذه الحقيقة ان العراقيين لايمكن ان يفرطوا بما كسبوا من انجاز نال اعجاب العالم الذي رأى فيهم رأس الحربة الذي يقاتل الارهاب نيابة عنهم.
لكن سلسلة الخروق الامنية الاخيرة اكدت بما لايقبل الشك بان الملف الامني بحاجة ماسة الى مراجعة بعين موضوعية تاخذ بنظر الاعتبار كل الاحتمالات وابرزها رغبة الفاعل الارهابي باعادة مشاهد وتراجيديا الدم والخوف والرعب والقتل الممنهج والانفجارات والمفخخات الى جسد الشعب العراقي من جديد. لهذا اصبحنا خلال هذه الفترة الوجيزة نسمع كل يوم خبرا عن انفجار او خرق او كمائن وهمية او نشاط لخلايا ارهابية نائمة سواء في بعض المدن او المناطق الهشة والرخوة امنيا.
وبما ان قواتنا الامنية والعسكرية بمختلف صنوفها تعمل ليل نهار على ملاحقة جيوب وفلول الارهاب اينما حلت حتى في المناطق ذات التضاريس الجغرافية المعقدة فاننا لايمكن ان ننتظر من ابطالنا الغيارى سوى كبح جماح هذه الزمرة الارهابية المهزومة التي لاتحتاج اليوم الى نمط مسك الارض وانما تتبع حرب العصابات وتسعى لالحاق الضرر بامن واستقرار البلاد لتقول مقولتها الشنيعة: " نحن هنا".
لكن يبقى التساؤل: لماذا البصرة والتي لم تشهد خرقا امنيا منذ عام 2014 حتى ظهيرة يوم الثلاثاء 7 من الشهر الحالي؟ ايضا هناك من يتساءل: هل برأيكم ان التراخي والشعور بالاطمئنان لازم بعض القيادات الامنية او المنتسبين فحصل ما حصل؟ وبما ان الخروقات الامنية حدثت في اكثر من محور. ألا تستوجب ان تتجدد الخطط الامنية بنحو مستمر؟ سيما وان البصرة مقبلة على استحقاقات كبرى بينها استضافة كأس الخليج. اذن ما المطلوب اتخاذه لضمان استقرارها؟ وأمنها؟
وازاء هذه المستجدات يحدونا الامل ان تسارع القيادات الامنية الى اتباع أسلوب وتكتيك جديدين في الخطط الأمنية لملاحقة عناصر داعش ومراجعة الكثير من الخطط الاستخبارية والأمنية وتحليل وتدقيق الخروقات الأمنية التي حدثت وفي ضوء تلك المعطيات تشرع باتخاذ تكتيك نوعي لمتابعة وملاحقة المجاميع الارهابية.
خاتمة القول لايمكن ان يختلف اثنان على ان التغيير في الخطط وتفعيل جهود أخرى استخبارية بأجهزة أمنية متطورة وأمكانيات وقدرات عالية جداً سيساعد قيادات الامن على تنفيذ عمليات استباقية ويمكنها من تباغت العدو بأسلوب وتكتيك جديدين ينسجمان مع حجم التحديات التي تحدث
