أعداد . تنوع نيوز
شهدت محافظة ديالى في شمال شرق العراق خلال الأسابيع الماضية موجة غزيرة من الأمطار والسيول نمتُ تدفقها بشكل كبير عبر عدة أودية ونواحي، ما أدى إلى ارتفاع كبير في مستوى المياه في بحيرة حمرين والسدود المحيطة بها، بعد سنوات من انخفاض الخزين المائي والجفاف النسبي.
وأكدت مديرية الموارد المائية في ديالى أن سيول كانون الأول الحالية، التي استمرت لأكثر من 72 ساعة، أسهمت بشكل مباشر في زيادة الخزين في بحيرتي حمرين والعظيم وعدد من السدود الأخرى، لافتة إلى أن الهطولات المطرية الغزيرة على أجزاء واسعة من شمال حوض حمرين كانت المحرك الرئيس لتدفق المياه.
وذكر رئيس مجلس محافظة ديالى، عمر الكروي، أن موجة فيضانية قياسية وصلت إلى بحيرة حمرين عبر وادي العوسج بطاقة تقارب 900 متر مكعب في الثانية، وهو ما ساعد في رفع مستوى التخزين بصورة ملموسة بعد سنوات شهدت فيها البحيرة تراجعاً حاداً في مخزونها المائي.
ووفقاً لمصادر محلية، بلغ الخزين المائي في بحيرة حمرين نحو 840 مليون متر مكعب، مقارنة بما كان قبل الأمطار الذي بلغ نحو 640 مليون متر مكعب، في زيادة تُقدَّر بنحو 200 مليون متر مكعب، في وقت ما زال فيه مستوى الخزين أقل من الطاقة التخزينية الكاملة للبحيرة.
وليس هذا الارتفاع في أرقام الخزين وحده ما يثير الانتباه؛ إذ أشارت تقارير بيئية إلى عودة النمو النباتي على ضفاف البحيرة وتنشيط الحياة البرية في المنطقة، مع تسجيل تحسن في جودة المياه نتيجة التدفق الجديد الذي ساعد على تخفيف تركّز الملوّثات القديمة، بحسب مختصين بيئيين.
كما لوحظ عودة أنواع من الطيور المهاجرة بما فيها الفلامينغو والطيور المائية الأخرى التي لم تُرصد بكثرة في السنوات الماضية، ما اعتبره بعض المهتمين بالشأن البيئي مؤشراً على انتعاش جزئي للنظام البيئي المحلي.
هذا وقد بدأت نشاطات الصيادين تعود تدريجياً في أحياء البحيرة، وسط أملٍ أن ينعكس ارتفاع الخزين المائي على الري الزراعي وتحسين الظروف المائية لسكان المناطق المحيطة خلال الفترة القادمة، مع استمرار موسم الأمطار.