×

أخر الأخبار

التعليم في زمن القمع… حين تتحول المدارس إلى أدوات دعاية لا مصانع أمل

  • اليوم, 13:43
  • 71 مشاهدة

أعداد . ايناس الوندي

نشرت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة استذكارًا لإحدى الممارسات القمعية التي ارتكبها النظام البعثي البائد بحق التعليم، والذي حوّل المدارس من فضاءات للعلم وصناعة المستقبل إلى منصّات لفرض الولاء وإعادة تشكيل الوعي الجمعي بالقوة.

لم يكن التعليم آنذاك مجرد كتب وصفوف، بل كان مشروعًا منظّمًا لطمس الفكر الحر. كانت صورة الديكتاتور تتصدّر أغلفة الكتب، وتتخلل المناهج رسائل التمجيد والتقديس، ليغدو الطالب مهيأً للولاء قبل أن يكون مستعدًا للتعلّم.

كيف شوّه النظام البعثي التعليم؟
تسييس المناهج بالكامل وتحويلها إلى أدوات دعائية تمجّد “القائد” وتبرّر ممارسات الحزب.

فرض صور الديكتاتور في كل كتاب وصفّ ولوحة جدارية، حتى غدت المدارس تردد اسمه قبل أن تردد النشيد الوطني.
إجبار المعلمين والمدراء على الانتماء للحزب تحت التهديد بالطرد أو الاعتقال.
تحويل حصص الرياضة والفنون إلى ساحات استعراض حزبي ورفع شعارات إجبارية.

استخدام المدارس للتجنيد الفكري عبر “مسيرات الزحف الأكبر” والفعاليات القسرية.
حرمان أبناء الشهداء والمعارضين والسجناء السياسيين من فرص التعليم والمنح والتعيين، ووصمهم بأنهم “غير موثوقين”.

إقصاء الكفاءات التعليمية التي رفضت الانتماء، ما أدى إلى انهيار جودة التعليم وانتشار الجهل المتعمّد.

فرض رقابة أمنية مشددة داخل المدارس، واعتماد تقارير المخبرين لملاحقة المعلمين والطلبة.

النتيجة؟
أجيال كاملة نشأت بين الخوف والدعاية، وأخرى حُرمت من أبسط حقوقها التعليمية فقط لأن آباءها رفضوا الخضوع.

لقد تحوّل التعليم، الذي يفترض أن يصنع المستقبل، إلى سلاح استخدمه الطاغية لكسر الوعي وتطويع العقول، في واحدة من أكثر الجرائم التي تركت أثرًا عميقًا في المجتمع العراقي.