×

أخر الأخبار

موسم زيارة الإمام كرزدين في مندلي… طقس فيلي يجمع الروحانية والتراث في منتصف أيلول

  • 8-09-2025, 17:32
  • 364 مشاهدة

تنوع نيوز .ايناس الوندي

تشهد مدينة مندلي في محافظة ديالى، منتصف شهر أيلول من كل عام، موسم زيارة الإمام كرزدين، الذي يُعد من أبرز المناسبات الدينية والاجتماعية لدى الكورد الفيليين. هذه المناسبة تحولت مع مرور الزمن إلى حدث جماعي يجمع بين الطقوس الدينية والفعاليات التراثية، لتكون مهرجانًا شعبيًا مصغرًا يكرّس قيم التضامن والتواصل الاجتماعي.

رحلة القوافل… مشهد من روح الجماعة
مع حلول منتصف أيلول، تبدأ القوافل والمجاميع العائلية بالتوجه إلى مرقد الإمام كرزدين في مندلي، قادمين من مختلف المدن والمناطق الكوردية الفيلية. غالبًا ما تتم الرحلة بصورة جماعية منظمة، حيث تصطحب العوائل معها أنواع الأطعمة والمأكولات الشعبية، لتقيم الولائم في أجواء من الألفة والتعاون، في تقليد متوارث يعكس الروح الجماعية المتأصلة في المجتمع الفيلي.
طقوس ومظاهر الفرح
لا تقتصر الزيارة على أداء الطقوس الدينية وقراءة الأدعية، بل تمتد لتشمل مظاهر اجتماعية تراثية، أبرزها الدبكات الكوردية التي تؤدى على أنغام الطبل والزورنا، في لوحة شعبية تعبّر عن الفرح والانتماء الثقافي. كذلك يحرص الزائرون على ذبح الذبائح وتوزيع الطعام صدقةً وتيمّنًا بالزيارة، وتقديم النذور وفاءً للعقيدة والعادات الموروثة.
البعد الروحي والاجتماعي للزيارة
يقول وجهاء الكورد الفيليين إن موسم زيارة الإمام كرزدين لا يمثل شعيرة دينية فحسب، بل هو مناسبة لتعزيز التواصل الاجتماعي بين العشائر والعوائل، وفرصة لإحياء التراث الفلكلوري الذي حافظ عليه الفيليون رغم التحديات التاريخية. هذا الموسم يتيح للأجيال الجديدة التعرف على طقوس الأجداد التي تمزج بين الإيمان والفرح والهوية الثقافية.

من هو الإمام كرزدين؟
الإمام كرزدين (أو كرزين) شخصية دينية تحظى بمكانة خاصة لدى الفيليين في مندلي، ويقصد مرقده للتبرك والتقرب إلى الله. ورغم قلة المصادر التاريخية المكتوبة حول سيرته، فإن حضوره في الذاكرة الشعبية جعله رمزًا روحانيًا مهمًا ومقصدًا سنويًا للزيارة، يلتقي عنده الدين بالتقاليد في مشهد متفرد.

مهرجان متجدد في كل عام
الزيارة التي تصادف منتصف أيلول من كل عام، لم تفقد بريقها رغم تغيرات الزمن، بل ازدادت أهمية باعتبارها رمزًا للتشبث بالهوية والحفاظ على العادات الأصيلة. في كل موسم، تتحول مندلي إلى لوحة تراثية تنبض بالحياة، حيث تختلط أصوات الطبول مع الأدعية، وروائح الأطعمة الشعبية مع البخور، في مشهد يختصر حكاية شعب لا يزال يقاوم النسيان بحب التراث والإيمان.