الكورد الفيلية في رمضان: عادات وتقاليد خاصة تُضيء ليالي الشهر الفضيل
مشاركة عبر:
27-02-2025, 22:55
117 مشاهدة
ايناس الوندي .تنوع نيوز
يُعدّ شهر رمضان المبارك مناسبة دينية واجتماعية مميزة لدى الكورد الفيلية، الذين يعيشون في مناطق شرق العراق، لا سيما في خانقين ومندلي وبدرة وجصان، بالإضافة إلى وجودهم في المدن الكبرى مثل بغداد. يتميز الكورد الفيلية بثقافتهم الغنية وتقاليدهم الخاصة التي تعكس مزيجاً من التراث الكوردي والتأثيرات المحلية. ومع حلول شهر رمضان، تبرز هذه الخصوصية من خلال طقوسهم الفريدة وأجوائهم الروحانية المميزة.
أجواء رمضان لدى الكورد الفيلية
مع اقتراب شهر رمضان، تبدأ العائلات الفيلية بالتحضيرات لاستقبال الشهر الفضيل، حيث تشهد الأسواق حركة نشطة لشراء المواد الغذائية ومستلزمات الطهي. تزداد أواصر التواصل الاجتماعي بين الأسر والجيران، إذ يُعدّ شهر رمضان فرصة لتعزيز الروابط العائلية.
إعلان الصيام
يُعلن عن بداية شهر رمضان بطقوس دينية واجتماعية، حيث يتم تبادل التهاني والدعوات بقبول الصيام، وتعلو المساجد بالدعاء والأناشيد الدينية باللغة الكوردية، ما يخلق أجواءً روحانية خاصة.
الأكلات الرمضانية التقليدية
يتميز المطبخ الفيلي بأطباقه الشهية والمتنوعة خلال شهر رمضان، ومن أبرزها:
الدولمة الفيلية: والتي تختلف قليلاً في نكهتها ومكوناتها عن الدولمة الكوردية التقليدية، حيث يتم استخدام البهارات المحلية المميزة.
حساء العدس (شوربا نهسک): يُعتبر من الأطباق الأساسية على مائدة الإفطار.
الكيباب الفيلي: يُحضّر بطريقة خاصة مع البصل والتوابل، ويُقدّم مع الخبز الطازج.
حلويات رمضان: مثل "بخته" وهي حلوى تقليدية تصنع من الطحين والسكر وتُقدّم مع الشاي.
المسحراتي وأجواء السحور
يحظى المسحراتي بمكانة خاصة لدى الكورد الفيلية، حيث يجوب الأزقة قبل الفجر وهو يردد الأهازيج الدينية والأشعار الكوردية التقليدية، لإيقاظ الناس على وجبة السحور. وتحرص الأسر الفيلية على تناول أطعمة خفيفة ومغذية، مثل اللبن والتمر والخبز المحمص.
التقاليد الدينية والاجتماعية
صلاة التراويح: تُقام صلاة التراويح في المساجد والزوايا، حيث يتجمع الأهالي في أجواء من الخشوع والسكينة.
الختمة القرآنية: يهتم الكورد الفيلية بقراءة القرآن الكريم وختمه خلال شهر رمضان، ويتجمعون في المنازل لإقامة الجلسات الدينية.
التكافل الاجتماعي: يُعَدّ التبرع للفقراء والمحتاجين جزءاً أساسياً من العادات الرمضانية، حيث تُنظم موائد إفطار جماعية ويُوزع الطعام على العوائل المتعففة.
العشر الأواخر وليلة القدر
تُولي العائلات الفيلية اهتماماً خاصاً بالعشر الأواخر من رمضان، حيث يزداد الاهتمام بالعبادات، مثل صلاة التهجد والاعتكاف في المساجد. كما تُقام الأدعية الجماعية والتوسل إلى الله في ليلة القدر، التي يُعتقد بأنها ليلة مباركة تُستجاب فيها الدعوات.
عيد الفطر: فرحة جماعية
مع اقتراب عيد الفطر، تبدأ الاستعدادات بشراء الملابس الجديدة وتجهيز الحلويات التقليدية، مثل الكليجة والكعك المحشو بالتمر والجوز. ويحرص الكورد الفيلية على زيارة الأهل والأقارب وتبادل التهاني، في أجواء من الفرح والمودة. كما تُقدّم العيديات للأطفال، ويُعاد إحياء التقاليد الثقافية من خلال الأناشيد والألعاب الشعبية.
خاتمة
يُظهر شهر رمضان لدى الكورد الفيلية تمازجاً فريداً بين الروحانية الدينية والتقاليد الثقافية الغنية. من خلال طقوسهم الخاصة وأطباقهم التقليدية وأجوائهم الاجتماعية، يعكسون أصالة هويتهم وتمسّكهم بتراثهم العريق.
يظل رمضان فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والتسامح والتكافل بين أفراد المجتمع الفيلي، ليبقى هذا الشهر المبارك مناسبةً للتآخي والسلام.