×

أخر الأخبار

الكورد الفيليون وطقوس نهاية صفر: كسر الأواني وحرق المكانس بين التراث والعالم

  • 25-08-2025, 00:11
  • 165 مشاهدة

أعداد .ايناس الوندي

العراق، مع اقتراب نهاية شهر صفر من كل عام، يُعيد الناس إحياء طقوس شعبية متوارثة تُعرف بـ"كسر الأواني" و"حرق المكانس"، وذلك لطرد ما يُعتقد أنه نحس مرتبط بهذا الشهر. تُمارس هذه العادات بشكل خاص في مدن وسط وجنوب العراق، حيث يُعتقد أنها تهدف إلى دفع الحظ السيئ وجلب الخير.

كسر الأواني وحرق المكانس: طقوس شعبية لطرد النحس
في هذه الطقوس، يقوم العراقيون بكسر الأواني القديمة في الشوارع، وسط أدعية وأهازيج، في مشهد يتكرر في مختلف المحافظات. يُعتقد أن كسر الأواني الفخارية، التي لا يمكن استعادتها، يشبه المتوفي الذي لا يمكن له أن يعود للحياة، مما يُعتبر وسيلة لتفادي خسارة أي شيء عزيز. أما حرق المكانس، فيُعتقد أنه يُبعد الأرواح الشريرة، حيث كان يُتطير من الكنس في صفر لئلا يُكنس عزيز على قلوبهم ويفارق الحياة.

الكورد الفيليون: طقوس متوارثة
بالنسبة للكورد الفيليين، الذين يُعتبرون جزءًا من الأمة الكوردية وعلى مذهب أهل البيت (ع)، هناك طقوس وتقاليد خاصة بهم. تتميز هذه الطقوس بالاحتفاظ بالعادات المتوارثة التي تُعبّر عن هويتهم الثقافية والدينية. ومع أن بعض هذه الطقوس قد تتشابه مع تلك المُمارَسة في باقي أنحاء العراق، إلا أن للكورد الفيليين خصوصية في تنفيذها وتفسيرها.

انتشار الطقوس في دول أخرى
تتشابه بعض هذه الطقوس مع ممارسات شعبية في دول أخرى، لكنها غالبًا تختلف في التفاصيل والتفسير:

إيران: توجد طقوس شعبية تتعلق بتغيير الحظ وطرد الأرواح الشريرة في بعض المناطق الريفية، وغالبًا تتضمن النار والأدعية.

اليونان وتركيا: هناك عادات متعلقة بتنظيف المنزل أو حرق أشياء قديمة لإبعاد الطاقات السلبية، لكنها ليست مرتبطة بشهر محدد كالذي يحدث في العراق.

دعوة للتفكر والتأمل
رغم أن هذه الطقوس تُعتبر جزءًا من التراث الشعبي، يُنصح بالتفكر والتأمل في ممارستها. بعض العلماء والباحثين يُشيرون إلى أن هذه العادات ليست لها أصول دينية، ويُفضل استبدالها بأعمال مشروعة مثل الدعاء، الصلاة، والصدقة. على سبيل المثال، يُنصح بالصلاة أربع ركعات يُهدى ثوابها إلى روح النبي، والإكثار من الصلاة على النبي وآله، والتصدق بما تيسر من مال.

في الختام، تُعتبر طقوس "كسر الأواني" و"حرق المكانس" جزءًا من التراث الشعبي العراقي، خصوصًا بين الكورد الفيليين، تعكس المعتقدات الثقافية والدينية للمجتمع. بينما يُنصح بالتفكر في ممارستها، يُمكن أيضًا استبدالها بأعمال مشروعة تُعزز من الروحانية والتقوى.