×

أخر الأخبار

في ذكرى استشهاد صوت الحق.. السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره)ونجلية

  • 2-05-2025, 22:47
  • 268 مشاهدة


ايناس الوندي . تنوع نيوز

في مثل هذه الأيام، يستعيد العراقيون، وخصوصًا أتباع خط آل الصدر الشريف، ذكرى استشهاد رجل لم يكن عاديًا، بل كان أيقونةً للثورة السلمية، وعلمًا من أعلام المرجعية الناطقة التي كسرت جدار الصمت في زمن الخوف.

الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره)، ذاك الصوت الذي صدح من على منبر الجمعة متحديًا بطشه، ومدافعًا عن الفقراء والمظلومين والمحرومين، لم يعرف في حياته سوى طريق الكرامة، ولم يخشَ في الله لومة لائم.

لبس الكفن وقال كلمته

حين لبس السيد الشهيد كفنه وصعد منبره، لم يكن ذلك مجازًا بل موقفًا صادقًا من رجل قرر أن يعيش حرًا أو يموت واقفًا. خطب الجمعة التي أحياها من مسجد الكوفة كانت أشبه بثورة اجتماعية – روحية – دينية، استنهضت الوعي وكشفت المستور، ووضعت النظام البعثي البائد في مأزق لم يخرج منه إلا باغتيال من اعتقد أنه "الخطر الهادئ".

لكن دم السيد لم يذهب سدى، بل صار منارة ومشروعًا، ومدرسة في الجهاد السلمي والتحدي الفكري. رسالته لم تكن حكرًا على أتباعه، بل وصلت إلى كل عراقي حر شريف.

شهيد الجمعة واستشهاد النجلين

اختارته المنية في لحظة غدر، حينما اغتالته يد النظام البعثي الغاشم مع نجليه السيد مصطفى والسيد مؤمل، في مساء يوم الجمعة 19 شباط/فبراير 1999 (الموافق 4 ذو القعدة 1419 هـ)، حين أطلقت عناصر مسلحة تابعة للنظام وابلاً من الرصاص على سيارته أثناء عودته من أداء صلاة الجمعة في مسجد الكوفة.

العملية تمت قرب حي النجف الأشرف، حيث باغتتهم القوة المهاجمة، فاستشهد الثلاثة في مكان الحادث، تاركين خلفهم حزنًا كبيرًا وغضبًا شعبيًا انفجر لاحقًا في انتفاضات واسعة، وخصوصًا في مدن الجنوب والفرات الأوسط، فيما عُرف لاحقًا بـ"انتفاضة آذار".

استشهاد السيد الصدر ونجليه شكّل منعطفًا خطيرًا في تاريخ العراق المعاصر، إذ كشف عن فداحة استهداف العلماء، ومحاولة إسكات الصوت الديني الوطني المستقل، كما أنه عمّق الفجوة بين الشعب والنظام، ومهّد نفسيًا لثورة 2003 التي أطاحت بالطغيان.

إرث لا يموت

ورغم مرور أكثر من عقدين على استشهاده، لا تزال كلماته حاضرة في الضمير العراقي، يرددها الأحرار في الأزقة والحسينيات والجامعات والمسيرات. نهجه مستمر عبر أبنائه الروحيين، ومن تبنّى مشروعه في بناء مجتمع مؤمن، يعي ذاته، ويؤمن بحريته وكرامته وحقوقه.

السلام على الولي المقدس، السلام على من لبس الأكفان، السلام على شهيد الجمعة، السلام على الشهيد ونجليه الطاهرين.

في هذه الذكرى العطرة، نعزي صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه)، ونجدد العهد بالسير على طريق الإصلاح والمقاومة السلمية، مستلهمين من مدرسة السيد الصدر العزيمة والصبر والإباء.

عظم الله أجوركم، وجعلنا الله وإياكم من السائرين على خطاه ونهجه إلى يوم يبعثون.