بغداد - وزارة الصحة
في خطوة هامة نحو إعادة بعض من العدالة والكرامة لضحايا الإبادة الجماعية التي تعرضت لها الطائفة الإيزيدية في العراق، أعلنت وزارة الصحة عن تسليم رفات 32 شهيدًا من ضحايا مقبرة كوجو في سنجار. جاء هذا الإعلان في مراسم رسمية رعاها السيد وزير الصحة الدكتور صالح مهدي الحسناوي، حيث أشرفت دائرة الطب العدلي على عملية تسليم الرفات لأسر الشهداء.
حضور رسمي وتعاون دولي
شهدت المراسم حضور العديد من الشخصيات البارزة، بينهم الدكتور زيد علي عباس، مدير عام دائرة الطب العدلي، والضيف الكريم السيد ضياء كريم، مدير عام دائرة حماية المقابر الجماعية والمفقودين في مؤسسة الشهداء. كما حضر أيضًا الأستاذ فواز عبد العباس، نائب رئيس برنامج العراق في اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP).
تحديات مطابقة الحمض النووي
وخلال المراسم، أوضح الدكتور زيد علي عباس أن هذه الوجبة هي السابعة من نوعها ضمن عملية مطابقة الشهداء من سنجار. وأشار إلى أن عملية مطابقة الحمض النووي كانت صعبة ومعقدة بسبب التشابه الكبير في السلاسل الجينية للعوائل الإيزيدية بسبب ظاهرة زواج الأقارب في المجتمع الإيزيدي، مما جعل هذه المطابقة تحديًا علميًا.
ورغم هذه الصعوبات، أكد الدكتور عباس أن هذه النتيجة، رغم أنها قد لا ترقى إلى مستوى الطموحات، إلا أنها تمثل خطوة مهمة خاصة في ظل هجرة العديد من الأهالي إلى خارج العراق. وأوضح أن أغلب العينات التي تم مطابقتها جاءت من بيانات تم جمعها من اللاجئين الإيزيديين في ألمانيا، مشيرًا إلى أنه سيتم قريبًا جمع عينات دم من دول أخرى بهدف تعزيز نتائج البحث.
التقدير الدولي للجهود العراقية
من جهته، أثنى الأستاذ فواز عبد العباس على الجهود المبذولة من قبل الفريق الوطني ودائرة الطب العدلي/ قسم المقابر الجماعية، مؤكدًا أن التعاون بين العراق والمجتمع الدولي، وبالأخص في مجال جمع العينات من دول أوروبية، يمثل خطوة كبيرة في سياق معالجة قضية المفقودين والشهداء.
تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود مستمرة نحو تحقيق العدالة والمصالحة مع الضحايا من الطائفة الإيزيدية، حيث يسعى العراق بالتعاون مع المجتمع الدولي إلى تقديم الأدلة اللازمة لتحديد هوية الضحايا والمساعدة في تقديم الراحة للأسر المتأثرة.
