شهدت العاصمة بغداد خلال اليومين الماضيين زحامًا مروريًا خانقًا غير مسبوق، حيث وصلت فترة مكوث المركبات والأشخاص في الشوارع إلى نحو ساعتين في أغلب المناطق، ما أثار استياءً واسعًا بين المواطنين وزاد من معاناتهم اليومية.
وفي هذا السياق، أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، أن هذه الازدحامات تمثل تحديًا كبيرًا يؤثر على الاقتصاد الوطني العراقي، إلى جانب الضغط النفسي الذي يعاني منه المواطنون نتيجة التأخيرات اليومية.
وأشار الغراوي في بيان" أن الدراسات تظهر أن العمال يقضون وقتًا طويلًا في الازدحامات بدلًا من العمل، ما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وخسائر اقتصادية تقدر بمليارات الدولارات سنويًا. وأضاف أن استهلاك الوقود وتكاليف النقل الناتجة عن هذه الأزمة تشكل عبئًا إضافيًا على الأفراد والشركات".
كما أوضح الغراوي أن التكدس المروري يزيد من معدلات التلوث البيئي والأمراض التنفسية، مشيرًا إلى أن مناطق الازدحام الشديد تسجل زيادة في الأمراض بنسبة تصل إلى 30%. وعلى المستوى النفسي، أكد أن 40% من العراقيين يعانون من الإجهاد اليومي الناجم عن هذه الأزمة، ما يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للسكان.
وطالب الغراوي الحكومة بإيجاد حلول جذرية وسريعة لتحسين إدارة حركة المرور، وإنشاء بنية تحتية حديثة، وتعزيز وسائل النقل العام المستدامة، لضمان تخفيف العبء الاقتصادي والنفسي على المواطنين.