١-كان قراراً (صائباً )عدم دخول سوريا في المعركة بين الكيان الصهيوني والدول العربية والاسلامية.. ولها بذلك أسباب ومبررات أقنعت المختص والاستراتيجي القريب والبعيد ..
٢-سوريا الى الان لم تتعافى من (الحرب الكونية )التي جرت على أراضيها ولم يتم استعادة كل التراب السوري .. بالاضافة الى وجود جيوب مسلحه في أدلب وعلى الحدود مع العراق وتركيا وهي إمارة قسد (الكردية)..وهما قاعدتان تعملان ببطاريات امريكية وتركية وعربية وقابلة للشحن في اي لحظة وعند الحاجة…
٣-الوجود الروسي الكبير في سوريا والذي ساهم في حماية سوريا من السقوط ..يرى انه ليس من المصلحة لسوريا الانخراط في هذه الحرب خصوصاً لجهة التداخل بين السياسي والميداني والاقتصادي والذي يمكن ان يؤذي سوريا كثيراً في ظل اقتصاد منهك ..وحصار غربي خانق ..
٤-الدول العربية التي أعادت ونشَّطت علاقاتها مع سوريا وخصوصاً الامارات والاردن وغيرهما والتي يسعى البعض منهم بجهد لتعويم الدولة السورية من جديد في المجالين العربي والدولي ..قدمت النصيحة بالنأي عن الدخول في هذه المعركة
٥-دول المحور بالاضافة الى قطر وتركيا تثقفان على ان اول منجزات طوفان الاقصى وشهادة (السنوار -هنية -نصرالله) كانت هي (وأد الطائفية) التي تنفست في الازمة السورية …ولهذا لابد من (تجميد) الجبهة السورية (داخلياً) لكي تستمر المواجهة (الاسلامية -العربية مع العدو) بدون تشرذم وانقسامات وجهود اتلافية ..
٦-صحيح كان صعباً على محور المقاومة عدم التحاق سوريا ب( وحدة الساحات) وهو المشروع الذي انقذ سوريا من السقوط ..ولكن الحسابات الواقعية والميدانية والاستراتيجية كانت كلها لصالح عدم دخول سوريا في هذه الحرب..لمحدودية القدرات والموارد وامكانات الصمود لديها..
٧-شعار ( عدو فلسطين عدونا..وعدو الله عدونا) الذي تبنته دول المحور ..صوّبَ الاتجاه الصحيح للعمل الاسلامي والعربي وأغلق (كل المعارك الجانبية) المصطنعة والمصنعة مما وفَّر امكانات وطاقات يمكن استثمارها ..(فلا معارك قومية ولامذهبية) ..تشتت الطاقات وتبعثر الجهود ..أسهم في تبريد الجبهة السورية حيث أصبح (النفخ) الطائفي متخلفاً أمام غزارة الدم (العام) الذي ينزف على كل الجبهات ..
٨-يدرك الجميع ان دخول سوريا في الحرب يعني وصول شرارتها الى العراق ..وعليه يسقط دور الدولتين ( اللوجستي- الانساني) مما يربك حركة المقاتل هناك ..وحركة النازحين هنا..وكلتا الدولتين لاتتمتعان بمانع جوي يعيق طيران العدو من استهداف البشر والحجر بلا حذر ولا حسابات..
٩-الحافات الحرجة ..التي تقف عليها هذه البلدان تحتاج الى المزيد من الدراسة والفرز والمقومات قبل اتخاذ (قرار النار) من قريب ..رغم (المرارة )والاسف الذي يؤرق الجميع وهو يرى ما لايرى الا في البراكين …من حمم ونار وأحقاد تقذف من ( جبان) تعوّد القتال (من وراء جدر)..وراح يصب أنانيته المزمنة بعشوائية الحقد الدفين..
١٠-الاعلام ..(العربي-الاسلامي) الذي تقوده قناة (الجزيرة)..صاحبة مشروع (الربيع العربي)..يساهم الان وبحرفية عالية بتصويب الشعور الشعبي والتعاطف (العربي-الاسلامي) في هذه المنازلة .. واستطاعت أن (توحّد) الشعور والاهتمام وحلقت في سماء صافية وخالية من غبار الماضي ..بل وتتصدى بفن وصورة ووعي لمن يريد (العبث) بمشاعر الناس لتحمي ظهر فلسطين من فطور وتشقق جبهات اسنادها ودعمها الممتدة على كل طرق الاسلام والمسلمين ..هو دور يستحق شهادة الانصاف التي تعلمناها من مساجد قبا و الكوفة والازهر على تقلب العصور..
عباس الجبوري