مازال يهدد ومازالوا يحتجون، هذا هو الوضع في الولايات المتحدة التي تنتفض احتجاجا على استمرار استهداف الشرطة للاقليات وخاصة اصحاب البشرة السمراء.
اميركا التي تعتبر نفسها حامياً لحقوق الانسان في العالم، لا تطبق ما تدعو اليه، فبدلا من تهدئة الاوضاع بعد قتل مواطن الاميركي من اصل افريقي جورج فلويد على يد الشرطة، تواصل السلطات الاميركية مواجهة شعبها، معلنة حظر التجوال في عشر ولايات في محاولة لوقف الاحتجاجات.
كما استدعت تسع ولايات الحرس الوطني بينها مينيسوتا وجورجيا وأوهايو وكولورادو وتكساس بالاضافة إلى مدينة لوس أنجلوس التي شهدت احراق عشرات المباني والمنشآت الحكومية.
وفي العاصمة واشنطن انتشر الحرس الوطني في محيطِ البيتِ الابيض، حيثُ وقعتْ صِداماتٌ مع المحتجين خلفَ أسوارِ المكتبِ الرئاسي.
وأفادتْ مصادرُ رسميةٌ اميركية باعتقالِ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمئةِ شخصٍ من بين المحتجين في سبعة عَشْرةَ ولاية فيما شهدت فلاديلفيا اعى نسبة من الاصابات بعد اصرار قوات الامن في ضرب المحتجين.
في هذه الاثناء ما زالَ الرئيسُ دونالد ترامب يتوعدُ بمزيدٍ من القسوة في التصدي للاحتجاجات، ودعا حكامَ الولايات الى أنْ يكونوا أكثرَ صرامةً، واصفا المحتجين باللصوص.
وقال ترامب:"لن أسمح للغوغاء الغاضبين بالسيطرة، لن يحدث، من الضروري ان نحمي جوهرة التاج للديموقراطية الاميركية وسيادة القانون ونظامنا المستقل للعدالة".
في المقابل دانَ المرشحُ الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن العنفَ خلالَ الاحتجاجات ,وقال إنّ الاحتجاجَ على هذه الوحشية حقٌ وضرورةٌ وردُ فعلٍ أميركيٌ خالص، إلا أنّ الأمرَ لا ينطبقُ على إحراقِ المدن والتدميرِ.
وفي حادث زاد من الغضب الشعبي، أقدمتْ الشرطةُ الأميركية على دهسِ عددٍ كبير من المتظاهرين في مدينة مينابوليس، وأظهرَ مقطعُ فيديو سياراتِ الشرطة وهي تهاجمُ المتظاهرين في أحد الشوارع خلالَ الاحتجاجات ضد العنصرية، وهذه ليستْ الحادثةَ الأولى، حيثُ قامَ متعصبون بيض في وقتٍ سابق بدهسِ محتجين سود في مدينة دنفر عاصمةِ ولاية كولورادو.
ويجمع المراقبون على ان حالة الاستقطاب الشديد التي تعيشها الولايات المتحدة بسبب جرح العنصرية والتمييز الذي لم يلتئم، تدفع بالبلاد نحو الهاوية.