بينما يعتبر الفساد السمة الأساسية في الاقتصاد السياسي في العراق، يتم اعداد الجيل الثالث الجديد من ورثة الزعامات الدينية والسياسية وأمراء الحرب في العراق .
اذا وصل هذا الجيل الى السلطة ستكون أحلك عصور الحكم ظلاما في البلد .
لقد تربى اغلبهم في احضان الترف والبذخ وهم محاطون بالحمايات المددجين بالأسلحة ،! وقد فتح الجميع عيونهم وهم يملكون السلطة والنفوذ والمليارات من ثروات اغنى البلدان في العالم . انهم لايتصلون بالواقع وهم لايهتمون بالمواطن . لديهم العشرات من الخدم وهم (اي المواطنين) عبارة عن قطيع وملك صرف لهم ولأبائهم واجدادهم ..!!
لديهم فضائيات وجامعات وبنوك واعلاميين مرتزقة وكتاب منحطين ومدونيين يبيعون ضمائرهم للشيطان ..!
يملكون العشرات من العقارات والأراضي عن طريق الأستيلاء المباشر والغير مباشر وتبلغ قيمتها ملايين الدولارات ..!
يحصلون على اي شيء يقع تحت ايديهم . حتى الشهادات الجامعية يستطيعون الحصول عليها عن طريق التلويح بالقوة والسطوة ..!
حتى قطاع التعليم في الجامعات بات مصدرا لتكديس الملايين من الدولارات لحسابهم الحزبي الخاص ..!
يستثمرون في الدين والسياسة والقومية والطائفية لمصالحهم وايضا يستنفذون موارد البلد لرغباتهم الشخصية وللمقربين والحاشية . هم فوق السلطة .
يمتلكون الموانئ والمطارات والمنافذ الرسمية والغير رسمية والتهريب والشركات المنفذة ومنافذ بيع الدولار .
تقدر ثرواتهم بمليارات الدولارات ..!
وهذا الجيل لم يكبر قليلا بعد لكنه متدرب على الأفتراس مثل اشبال الحيوانات المفترسة في الساڤانا الأفريقية ..!
يبلغ مصروف الجيب لبعضهم عشرات الالاف من الدولارات يوميا وهم يتمتعون بثروات البلد بينما الشعب واغلب الشعب يعيشون تحت خط الفقر ..!
تقول احدى المصادر الأجنبية التي تهتم بالأثرياء . ان مصروف احد اطفال الزعامات العراقية المعروفة في دبي يبلغ مئات الألاف من الدولارات وقد اشترى احدهم مؤخرا لأحد اولادة وهو طفل لم يبلغ ١٤ عاما فيلا في مدينة النخيل بقيمة ٤٥ مليون دولار وربما لايزورون الفيلا يوم او يومين في السنة ..!
يتم توزيع مصادر الثروة بينهم وتحتكرة شركاتهم التي تعمل تحت اسماء وشخصيات ثانوية .
يتفق الجميع من أن الفساد متوحش في العراق وهو بمثابة التنين المتعدد الرؤوس، قد حفر في السنوات العشرين الماضية جذورا عميقة في العراق، وكذلك اسس لظهور عوائل اوليغارشية جائت من العدم ..! لا يمكن السيطرة عليهم -فضلا عن اقتلاع جذورهم - إذا لم تكن هناك إرادة سياسية وإجماع على ذلك، إذ لا يزال الفساد مستشريا ومنهكا وواسع الانتشار وهو في طريقه لانتاج جيل جديد يقود مسيرة السيطرة والنفوذ على البشر والثروات على حد سواء ..!
حتى القطاع الحكومي غير فاعل ومنتج وهو متضخم يخدم الساسة لا الناس ، إن المصالح الحزبية والخاصة تُبعد الموارد عن استثمارات مهمة في التنمية الوطنية حيث يمكن ان نقول ( ان الدولة تنصهر تحت مظلة الزعامات السياسية ودوائرهم الأمنية والمسلحة )
واخيرا وفي ظل جيل الأباء يصنف العراق ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم، إذ احتل المرتبة 157 عالميا بين 180 دولة ضمن مؤشرات مدركات الفساد الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية ،،! واذا تسلم الجيل الثالث ( جيل الأبناء ) السلطة ربما سنكون في قعر القمامة الأممية ..!