بعد تصفية الحويطي.. سلطات آل سعود تلاحق أبناء قبيلته
مشاركة عبر:
20-04-2020, 12:25
330 مشاهدة
بعد أيام من اغتيال قوات النظام السعودي، المواطن عبد الرحيم الحويطي بدم بارد لرفضه إخلاء منزله في قرية خريبة شمال غرب البلاد، اعتقلت السلطات ثمانية أشخاص من قبيلة الحويطات التي يسعى النظام لتهجير أهلها بحجة إقامة مشروع "نيوم". ولا تزال السلطات ترفض السماح بتسليم جثمان الحويطي من أجل دفنه.
شنت سلطات نظام آل سعود اعتقالات تعسفية طالت أفرادا من أهالي قرية خريبة الواقعة على ساحل البحر الأحمر بمنطقة تبوك، بعد رفض الاهالي تهجيرهم قسريا لصالح مشروع مدينة نيوم السياحي الذي أطلقه ولي العهد محمد بن سلمان، ويعارضه السكان باعتباره ضمن مشاريع فاسدة يباح من أجلها تشريد الأهالي وإراقة دمائهم.
وقال حساب "معتقلي الرأي" المعني بالمعتقلين السعوديين على موقع "تويتر"، الأحد إن هناك "أنباء عن اعتقال 8 أشخاص من أهالي خريبة هم: رشيد بن إبراهيم الحويطي، عبدالله بن إبراهيم الحويطي، عبدالإله بن رشيد الحويطي، عطا الله بن عفنان صالح الحويطي، عون بن عبدالله أحمد الحويطي، خالد بن عبدالله أحمد الحويطي، سلطان بن إبراهيم حسين الحويطي، صالح بن سليم علي الرقابي الحويطي".
من جهته أشار الناشط عبدالله الجريوي إلى اعتقال أهالي خريبة وقال إن "اعتقال أبناء خريبة جاء بعد محاولة فاشلة لاختطاف الطفل سالم (نجل رشيد بن إبراهيم) نتيجة كتابته عبارات ضد التهجير على أحد الجدران قرب بيته، حيث اعتقل أخوه ووالده وعمه. أما البقية فاعتقلوا لتعبيرهم عن الرأي ورفضهم التهجير أمام اللجنة المخولة بنزع الملكيات". ووفق الجريوي، فإنّ تطورات تلت تصفية المواطن عبدالرحيم الحويطي حصلت لأهالي خريبة، وحاول النظام التكتم عليها، واعتقلت السلطات 8 أشخاص فيما تمكّن تاسع من الهرب.
ويمتد مشروع نيوم الذي يمثل حلم ولي العهد السعودي، على مساحة 26.5 ألف كم مربع، شمال غربي المملكة، في منطقة تبوك، والذي يشمل أراضي من مصر بشرم الشيخ والغردقة، وخليج العقبة في الأردن. وتشكل المنطقة معقلاً أساسياً لكثير من القبائل السعودية، وعلى رأسها قبائل الحويطات بطول 100 كم على امتداد ساحل البحر الأحمر، حيث يتعرض ابناؤها لعملية تهجير ممنهجة وقسرية، ستغير من ديموغرافية تلك المنطقة ومعالمها بشكل كامل، وهو ما يرفضه الاهالي وأدى الى ارتفاع الأصوات المستنكرة لما ترتكبه السلطات بحق هؤلاء المواطنين، وسط تساؤلات عن أسلوب تهجير السكان المحليين، وتعامل النظام السعودي مع الاهالي الرافضين لتسليم أراضيهم وبيوتهم لبناء المشروع.
وقد اتخذت السلطات قراراً تعسفياً يقضي بعدم إيصال وإمداد الخدمات العامة (الكهرباء، الماء، خطوط الهاتف، رخص محلات تجارية)، في الأماكن المستهدفة بالإخلاء، بهدف تشريد الاهالي وتهجيرهم لإكمال المشروع الذي أطلقته منذ أكتوبر/تشرين الأول في العام 2017.
ويوم الاثنين الماضي، قتل الأمن السعودي المواطن عبدالرحيم الحويطي، بعد رفضه تسليم منزله للسلطات؛ ووثّق تواجد رجال الأمن في محيط منزله، ومحاولتهم إجباره على إخلاء المنزل، إلى أن تم تصفيته في عملية عسكرية كبيرة، وزعم جهاز أمن النظام السعودي أن الحويطي مطلوب أمنياً وعثر بموقع مقتله على أسلحة وذخائر.
ورد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في تغريدات على اغتيال الحويطي، مذكرين بسيناريو الكذب والتخبط في قضية تصفية الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي، وأشاروا إلى سلسلة مقاطع مصورة سجلها الحويطي قبيل قتله حيث عرض صك ملكية منزله مؤكداً عدالة قضيته وطالباً من متابعيه المشورة القانونية وهو مطلب لا ينشده إرهابي مسلح كما ادعت الرواية الرسمية. كما تداول ناشطون صوراً له قبل أيام من مقتله مع مسؤول سعودي كان يفاوض الأهالي بشأن الإجلاء في تناقض آخر مع مزاعم كونه مطلوبا أمنيا.
وكان الحويطي قد صوّر مقاطع فيديو قبل يوم من قتله، قال فيها إن جميع السكان يرفضون الرحيل عن القرية وترك منازلهم، وإنه يتوقع قتله ورمي سلاح بجانبه لاتهامه بالإرهاب من قبل ولي العهد محمد بن سلمان.
ولا تزال سلطات النظام ترفض السماح بتسليم جثمان عبدالرحيم الحويطي الى عائلته من أجل دفنه رغم مرور 7 أيام على اغتياله. وفي هذا السياق، قالت الناشطة السياسية علياء الحويطي، إن حكومة آل سعود لا تزال متعنتة في تسليم جثمان عبدالرحيم وتدعي أنه يوجد ملابسات جنائية ولا بد من التحقق من الملابسات حتى يسلم لذويه الجثة.
وأضافت أن عبدالرحيم الحويطي واحد من أبناء شيوخ قبيلة الحويطات وقد عرف بعد توثيقه بكل مطالباته ومناشداته مع النظام بتمسكه بأرضه ورفضه للتهجير من أرضه وكان يوثق كل شيء وهو موظف يعمل على المرتبة السابعة ومحبوب من جيرانه وسمعته طيبة وهو انسان مثقف وكان يوثق كل شيء ويناقشه بالقانون والحجة.
ونددت الحويطي بممارسات قوات الأمن "التي لو كان الأمر بيدها لمسحت كل شيء وممكن أن تصل لدرجة أن تأخذ منه هاتف عبدالرحيم لكي لا يوثق ما حدث". وشددت على أن قبيلة الحويطات لهم أكثر من 800 سنة وهم يسكنون هذه الأرض، وهم من بايعوا عبد العزيز آل سعود وأعطوهم الأمان، في المقابل فإن كل من أعترض على التهجير قد تعرض للسجن أو الترهيب أو الترحيل أو هدم بيته فوقه.
وأكدت الحويطي على أن رواية نظام آل سعود بشأن جريمة قتل عبدالرحيم كاذبة وهو ليس إرهابيا وتوجد أدلة كثيرة مثبتة وهو يتناقش مع السلطات ومندوبيها والأمن وهذا كله يثبت أنه ليس إرهابيا.
وتظهر المؤشرات أن بناء مشروع نيوم لن يكون على حساب السكان المحليين فقط بل على حساب الكثير من أعراف المجتمع السعودي المسلم وتقاليده، في ظل ترويج ولي العهد الشاب لمظاهر الفساد تحت مسمى الاصلاحات عبر حفلات الموسيقى والرقص والمهرجانات المختلطة التي تجول شوارع المملكة في إطار تنفيذ "رؤية 2030" المزعومة. وما تفعله السلطات الحاكمة في منطقة تبوك وتخيير الاهالي بين إخلاء منازلهم ومناطقهم وبين الاعتقال والتعذيب والقتل مثل ما فعلته مع المواطن عبد الرحيم، هو غيض من فيض مما ترتكبه السلطات بحق المواطنين المعارضين لسياسات نظام آل سعود.