×

أخر الأخبار

الانتظار بين السلب ولايجاب.

  • 11-04-2020, 22:38
  • 436 مشاهدة
  • السيد اسد الله الفيلي الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم
وصل الله على محمد واله الطيبين الطاهرين .
الانتظار ينقسم الى قسمين :
الاول..المنتظر  بفتح الظاد.
الثاني.. المنتظر بكسر الضاد.
قال الله تعالى (وما كان لنفس ان تؤمن الاباذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون . قل انظروا ماذا في السموات و الارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون . فهل ينظرون الا مثل
ايام الذين خلو من قبلهم قل فانتظروا اني معكم من النتظرين  
ثم ننجي رسلنا والذين امنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين )

 جاء عن العياشي في تفسيره عن محمد ابن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) قال سالته عن شئ من الفرج فقال.... اليس الفرج من الفرج ؟
ان الله عزوجل يقول . فانتظروا اني معكم من المنتظرين .  

احاول هنا ان ادخل  على موضوع  الانتظار مباشرة من غير مقدمه
هناك فريقان من المنتظرين.
الفريق الاول.. هم الطغاة والظالمين..... هؤلاء ايظا  ينتظرون ظهور الامام (ع) بمنتهى القلق والهلع وينتابهم  الخوف الدائم من  ظهوره (عج)عبر العصور هذا الانتظار اطلقنا عليه بالانتظار السلبي لان الغاية من انتظارهم هو القيام بقتل الامام ارواحنا فداه.


 الله تبارك وتعالى  يستعرض لنا
انتظار الفريقين انتظار الانبياء
والرسل وجميع  الأوصياء والمؤمنين ومنهم الملائكه
وبالأخص الملكين المباركين جبرائيل واسرافيل عليهم جميعا
(صوات  ربي وسلامه) .
 وهذه الاية المباركه التي  
سنقرئها معا  هي اشار واضحه  ودليل قاطع لايشوبه شك
ولاريب  ان هناك فريقان ينتظرا الامام (عليه السلام) كما اشرنا سلفا الفريق الاول هم الطواغيت  والفريق الثاني هم  المؤمنون الذي اطلقنا على كليهما بالمصطلح الانتظار السلبي والايجابي   . لنقرء هذه الاية المباركه معا ليتبين لنا معالم الفريقين .
قال الله عز من قائل
(قل انتظروا وانا معكم من  المنتظرين) هذا تحدي واضح الدلاله للشاكين بهذا الامر رغم انوفهم سينتظرون ويتابعون اخباره (ع)
ويفتشون عن مكانه ليقتلوه ارواحنا وارواح العالمين فداه. كما يخبرنا بذالك الامام علي ابن الحسين زين العابدين (عليما السلام ) يقول (ع)                    
(بأبي هو وامي كأني به في قصر مشيد ان لم يخرج في اليوم الموعد لأخذوا الذي فيه عيناه) (اي رأسه الشريف)هذا الحديث المبارك
هو دليل واضح ان الطغاة في عصرنا الراهن يبحثون عن مكانه  ارواحنا فداه..وهذه سنة سارية في حياة جميع الانبياء (عليهم السلام.) كانت الطواغيت تنتظرهم قبل ولادتهم للقيام بقتلهم فلذا كانت دعوتهه في بادء الامر دعوة سريه فتحملوا العناء والمشقه والأذى من الكفره لسنين طويله حتى من الله عليهم بالنصر كماوعد الله نبيه نوح (عليه السلام)واصحابه بالنصر على الظالمين.... فنصر هم  واغرق عدوهم بعد انتظار طال امده..... كذالك اليوم نحن نعيش  الحاله التي عاشتها الامم السالفه من قبلنا ايظا كانوا ينقسمون الى قسمين .
القسم الاول هم المؤمنون الذين كانوا ينتظرون  قدوم نبي زمانهم (ع) ليتخلصوا من الظلم والطغيان وعبادة الاوثان
والقسم الاخر هم الطواغيت ومن معهم ينتظرون قدوم نبي زمانهم (ع) ليقتلوه.
هنا نستعرض بشكل مختصر قصة نبيى الله موسى (عليه السلام) الذي لها وجه التشابه في قضية الامام المنتظر (سلام الله عليه) رأى فرعون    في منامه  رؤيا فقصها لذوي الخبره في تعبير الرؤيا .فقالوا له  يولد مولودا في هذا العام سيقضي على مملكتك..... فأمرفرعون جنوده ان يقتلوا جميع من يولد في تلك السنه.
الله (تبارك وتعالى) بين لنا في كتابه العزيز هذه الحقيقه والتي تدل على مدى ظلم فرعون وهامان..
قال عز من قائل :
ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستظعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحي نسائهم انه كان من المفسدين
ونريد ان نمن على الذين استظعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ماكانوا يحذرون...
الطغات حذرين جدا وخائفين من قدوم الامام (عليه السلام)
ان فرعون التفت الى خطورة قدوم موسى( ع) في سنة ولادته لكنه كان يعلم ان هناك نبيا سيولد في زمانه ويقضي عليه وعلى جيشه وكان على حذر شديد من قدومه المبارك (عليه السلام)
والحال ان خلفاء بني امية وبني العباس كلهم كانوا يدركون جيدا ان الامام المهدي (ع)  الموعود سيخرج في اخر الزمان
فبعد شهادة الامام علي الهادي (ع) بدء البلاط العباسي يراقب حركات الامام العسكري (ع) بأوامر من الخليفه  المعتصم العباسي (لعنة الله عليه)
خصوصا في الايام الاخيره من ولادت الامام المهدي( ع ) حيث ازدحم الجواسيس من الرجال على بيت الامام العسكري (ع) يراقبونه وعدة من النساء يراقبن السيده نرجس ام الامام (ع)  وكانت سيدتنا نرجس (ع) في  الحظات الحرجه  ينتابها الخوف من الاعداء على ولدها الامام المنظر (عليه السلام)
 كما كانت ام موسى (ع)   ترتعد  خوفا على ولدها نبي الله موس (ع)   وكانت  النساء يدخلن  على سيدتنا نرجس (ع) فيتحول الحمل الى ظهرها بأذن الله
 ثم يخرجن من عندها  فيذهبن الى البلاط فيشهدنه عند الخليفه المعتصم العباسي بأنهن لم يرن اثر الحمل على سيدتنا نرجسس  (عليها السلام)
كما شاء الله تعالى ان يحفظ نبيه موسى (ع) من فرعون فحفظ وليه ايظا من فراعنة هذه الامة الظالمه حتى بعد ولادته  كان والده الامام العسكري (ع) يخفيه عن الانظار كي لايطلع عليه احدا الا الثقاة من اصحابه وهذه السريه والتعتيم الكامل  على الامام (ع)
كان تكليفا واضحا من الله تعالى للأمام العسكري (ع) ان يحافظ على الامام المهدي  المنتظر (ع) من الاعداء بهذه  السريه التامه الامتنهى... لابد من وقفة سريعه للأشارة الى ما وراء هذه الاسرار من قبل الامام العسكري (ع)
كما قلنا بأن الامام العسكري (ع) مكلف من قبل السماء ان يكون له هذا الدور لا كونه ابنه (عليهما السلام) انما من باب ان الأمام المهدي (ع) خاتم الحجج من بعد ابيه (عليما السلام) فشاء الله تعالى ان يمتحن به (ع) جميع الاجيال في هذه المسيرة الطويله منذ غيبته الضغرى الى يوم ظهوره المبارك  .
 (ع) حيث سقط في هذا الامتحان  الكثيرون من الناس عبر العصور السالفه من الذين راودهم الشك والريب في طول غيبته (ع)  فمنهم من قال هلك ومنهم من قال في اي وادي  سلك من هنا جاء دور اهمية الانتظار  والمنتظرين. المنتظرون.. في الواقع ينقسمون الى  عدة اقسام في عالمنا المعاصر حسب رأينا.... والعلم كله عند الله.
القسم. الاول.. الممهدون.. سوف نتحدث عن صفاتهم بعض الشيئ
هؤلاء ليسوا بكثيرين يشكلون عدد ضئيل اشاروا الى بعظهم ائمتنا (عليهم السلام) وذكروا بعض الاسماء مثل اليماني والخراساني
وهؤلاء شخصيات قيادية فذه وعلماء كبار كل واحد منهم له رايه يسلمها للأمام (ع)
القسم الاخر.. المنتظرون كما اشرنا اليهم  هؤلاء ينقسمون الى اربعة اقسام باستثناء الممهدون ولهؤلاء الاربعه خصوصياتهم تتعلق بمقدار ايمانهم وقدراتهمفي عملية الانتظار .
القسم الاول. يمكن ان نطلق عليهم بالعامة من الناس كما هو الحال ان كل الموالين لاهل البيت (عليهم السلام) ينتظرون الامام المهدي المنتظر  (عج)  كل حسب فهمه للانتظار
القسم الثاني.. الخواص من الناس وهم المؤمنون هؤلاء يتميزون عن بقية العباد ماهم الا قليلون لهم ملكاتهم الخاصه وقدراتهم الخارقه لايطيقها الاخرون سواء في الجانب المعرفي او في الجانب العبادي
لايملون من عبادة الله وهم في ذكره مولعون والى قربه يشتاقون وعن اللغو معرضون ابدانهم في الارض وارواحهم في السماء مجالسهم خير مجالس اهل الارض
تراهم سجدا ركعا .
القسم الثالث.. المؤمنين الصالحين الساعين في الوصول والارتقاء الى منزلة الممهدين لدولة امام زماننا اروحنا فداه
تجدهم دائما في حالت التسابق   والتنافس مع الاخرين من المخلصين . كما مدحهم الله تعالى  حيث قال وقوله الحق  افمثل هذا فليتنافس المتنافسون..
القسم. الرابع يشمل جميع المستظعفين في العالم مع مختلف اديانهم ومذاهبهم
الكل ينتظر الفرج وهذا الانتظار في العالم هو انتظار فطري موجود عند كل انسان بغض النظر عن دينيه بعتبار ان وجود الامام عليه السلام وحركته هو مصدر الهداية لكل البشر.....  وعوام الناس في العالم يميلون الى الامام (ع) بالفطره
سوف يتحقق كل ذلك كما ورد في الروايات عنهم سلام الله عليهم سوف نسمع وتسمعون قريبا ان شاء الله تعالى.
والحمد لله اولا واخرا وصل الله على نيبه محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا  وناصرا ودليلا وعينا حتي تسكنه ارضك طوع وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين