×

أخر الأخبار

شخصيات عرفتها... السيد محمد بحر العلوم

  • 21-10-2022, 20:22
  • 354 مشاهدة
  • د. صلاح عبد الرزاق

السيد بحر العلوم عالم مجاهد وسياسي بارع ومعارض عنيد قضى عمره ضد الطغاة بدءاً بقاسم ثم عارف إلى البكر وصدام. كان لا يتردد في حضور أية ندوة أو مؤتمر ضد نظام البعث. ولم تقف عمامته وجبته في لقاء كبار السياسيين الغربيين للدفاع عن قضية الشعب العراقي. كان الفقيد بشيبته الكريمة يمنح القوة والإرادة والصلابة للثوار والمظلومين. كان بحراً من الوعي والعلم والأخلاق والتواضع والصبر والمجالدة.

الأسرة
ولد السيد محمد علي هادي بحر العلوم في ٧ تموز ١٩٢٧ لأسرة علوية علمية عريقة تمتد لثلاثة قرون، فجده الأعلى السيد محمد مهدي الطباطبائي الحسني الملقب ب(بحر العلوم)، وأمه هي ابنة المرجع السيد محمد باقر الطباطبائي أحد مراجع كربلاء في القرن التاسع عشر. وكان والده محبوباً بين الناس في النجف، إضافة إلى كونه مدير أعمال عمه السيد علي بحر العلوم عضو مجلس الأعيان ، وساهم في ثورة العشرين وحكم عليه بالإعدام ، ثم نفي إلى جزيرة في الهند، حتى توسط لهما الشيخ خزعل أمير المحمرة وعادا إلى العراق. وقد نشأت في هذه الأسرة شخصيات علمية وأدبية واجتماعية كتب عنها المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم والمرحوم السيد حسين بحر العلوم في مقدمته لكتاب الفرائد الرجالية للسيد محمد مهدي بحر العلوم. كان والده يتزعم أسرة بحر العلوم وله مكانة علمية معروفة ، وله ديوان مفتوح للعلم وقضاء حوائج الناس وحل مشاكلهم. كما كان يحرص على حضور المجالس الشعبية ومناسبات الناس.

السيرة
 كان السيد محمد أول مولود ذكر لوالده بعد أخوين توفيا، وأعدم أخوان آخران هما السيد علاء والسيد عز الدين.
كان والده كثير الاهتمام به سعياً لتأهيله ليكون عالماً فاضلاً . إذ بدأ بتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم في سن الخامسة أي عام ١٩٣٢. وفي عمر الثمان سنوات بدأ يحفظ ألفية ابن مالك ووجد فيها صعوبة لأن والده كان يطلب منه حفظ عشرة أبيات كل يوم. وفي سن التاسعة درس في الكتاتيب في محلة المشراق وكان معلمه قاسياً على الطلاب يستخدم الفلقة لمعاقبتهم. ثم درس العلوم والجغرافيا والرياضيات لدى أحد المعلمين لأن والده كان لا يحبذ دخوله المدارس الرسمية.
وفي سن الثالثة عشر دخل إلى مدرسة مندى النشر التي أسسها المصلح الشيخ محمد رضا المظفر. وكانت هذه المدرسة تجمع بين الدروس الحديثة والدروس الحوزوية.
بدأ السيد محمد دراسته الحوزوية حيث درس الأجرومية والتبصرة للعلامة الحلي. كما واصل دروس العربية والبيان والبلاغة والمنطق والفقه وأصول الفقه. وكان أبرز أساتذته هو الشيخ حسين الحلي. وعمل السيد أستاذاً للتفسير في كلية أصول الدين ببغداد للفترة ١٩٦٧-١٩٦٩ حتى مغادرته العراق.
حصل السيد على بكالوريوس في العلوم العربية والإسلامية من كلية الفقه بالنجف الأشرف. كما حصل عام ١٩٧٠ على الماجستير في الشريعة الإسلامية من كلية الإلهيات في جامعة طهران. وحصل على شهادة الدكتوراه في الشريعة من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة عام ١٩٨٠. وأثناء إقامته في الكويت عمل قاضياً للفترة ١٩٧١-١٩٧٧ . وللسيد مشاركات وعضوية في العديد من المؤسسات الإسلامية والأكاديمية والأدبية.


النشاط السياسي
عندما كان السيد محمد في العشرينيات من عمره ، في الأربعينيات من القرن العشرين، بدأ يهتم بالجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية في العراق. إذ كان يلتقي بمجموعة من الشباب المثقف الواعي المتطلع للنهوض بالواقع السياسي والاجتماعي أمثال السيد مهدي الحكيم ، السيد عبد الصاحب دخيل ، السيد طالب الرفاعي وآخرين. بعد لقاءات ومناقشات قاموا بتشكيل (لجنة التبليغ والإرشاد) دون الإعلان عنها. وكانت اللجنة تعقد اجتماعاتها في ليالي الجمع في الصحن الحيدري بحضور عدد كبير من الشباب. وكانت الجلسة تتضمن محاضرة في الشؤون الدينية والثقافية، يقوم أحد أعضاء اللجنة بإلقاء كلمة إصلاحية توجيهية.
 استمر عمل اللجنة ونشاطها حتى بداية الخمسينيات حتى أصبح هذا التجمع معروفاً في النجف باسم (حركة الشباب)، ثم صار له مكان يتجمعون فيه. قامت اللجنة بأدوار مهمة في الأحداث التي مرت على العراق آنذاك. فقد كان لها موقف وطني فب تأييد ثورة يوليو ١٩٥٢ في مصر التي قادها الضباط الأحرار بزعامة جمال عبد الناصر. كما قامت اللجنة بتنظيم التظاهرات السلمية والاعتصامات والمهرجانات تجاه القضايا العربية والإسلامية. وكان أعضاء اللجنة لا يترددون في إثارة تلك القضايا في المناسبات الدينية حتى صار يشار لهم بأنهم شباب متحمس.
وكان للجنة التبليغ والرشاد مواقفها الواضحة تجاه القضايا والاحداث السياسية مثل حرب السويس ١٩٥٦ والانقلابات في العراق. وعند حدوث ثورة تموز ١٩٥٨ رحبوا بها في البداية لأنها أسقطت الملكية وأسست الجمهورية معتقدين أن ذلك سيكون لصالح الدولة والشعب. وكان العلماء والمراجع أعلنوا عن تأييد عبد الكريم قاسم لكن ما صاحبها من أعمال استفزازية ضد الدين والأخلاق والأعراف جعلهم يغيرون موقفهم.
وقد عارض السيد محمد بحر العلوم قانون الأحوال الشخصية الذي أصدره قاسم عام ١٩٥٩ لما فيه من مخالفات للشريعة الإسلامية وأصدر كتاباً بهذا الصدد.
وفي عام ١٩٦٣ حصل انقلاب عبد السلام عارف بتعاونه مع حزب البعث حيث تدهورت الأوضاع من سيء إلى أسوء. واتسم حكم عارف بالطائفية البغيضة حتى توفي في حادث طائرة وجاء من بعده أخوه عبد الرحمن عارف الذي كان أكثر اعتدالاً وسلمية. وكان السيد محمد بحر العلوم والسيد محمد باقر الحكيم يقيمان احتفالات في المدن العراقية وخاصة في النجف وكربلاء. وكان يلقيان الخطب والكلمات لترسيخ الوعي لدى الجماهير.

بعد انقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ وعودة حزب البعث للسلطة بدأت بالتحرش بمرجعية السيد محسن الحكيم من خلال اتهام ولده السيد مهدي الحكيم بالتجسس. وكانت حكومة البكر قد باشرت باستعراضات إعلامية تمثلت بالكشف عن شبكات تجسس لصالح أمريكا وإسرائيل حيث تعرض وقائع المحاكمات على شاشات التلفزيون. كما بدأ حزب البعث بمحاربة الشيعة وشعائرهم وعقائده. وبهدف ترسيخ الرعب أقام حزب البعث حفلات إعدام الجواسيس في ساحة التحرير وغيرها، مع العلم أن الجواسيس المزعومين كلهم من الشيعة واليهود. ولم يكشف النظام شبكة بريطانية واحدة.
وإمعاناً في توجيه ضربة استباقية ضد العناصر الثورية أصدرت سلطات البعث قرارات باعتقال وسجن كل من تشتبه به كما قامت بحملات تهجير إلى إيران، وأصدرت أحكاماً بإعدام السيد مهدي الحكيم ورفيق دربه السيد محمد بحر العلوم فاضطر الحكيم بمغادرة العراق إلى دبي ، وبحر العلوم لتجه نحو الكويت، ثم التقيا في لندن ليبدآ مشواراً سياسياً آخر في المنفى.  

المعارضة من لندن
استقر بحر العلوم ومهدي الحكيم في لندن ، وسرعان ما قاما بتأسيس (مؤسسة أهل البت) في جنوب لندن عام ١٩٨٠. وكان للمؤسسة مبنى خاص بها يحتضن النشاطات الإسلامية والعلمية والسياسية. وكان السيد بحر العلوم شعلة من النشاط والحركة، يستقبل صحفيين وإعلاميين ، يلتقي بشخصيات دينية وسياسية عراقية وغير عراقية، يسافر بين المدن البريطانية ، ويزور بلدان غربية وإسلامية وعربية، يحضر مؤتمرات وندوات.
ان معروفاً بشجاعته وصراحته ، فلم يهتم لتهديدات النظام له ، ولم يتوانى في دعم أي نشاط يساهم في إسقاط النظام. وكان أول رجل دين عراقي سياسي يوقع مع مجموعة من السياسيين وثيقة (الديمقراطية وحقوق الانسان في العراق) عام ١٩٨٨. وكانت الوثيقة أول إصدار يسلط الضوء على ظلم واضطهاد النظام البائد للشعب العراقي وانتهاكه لحقوق الانسان. وأدى الإعلان إلى تحشيد رأي عام عراقي وعالمي أدى إلى قيام تحالف سياسي هو (المؤتمر الوطني العراقي) بزعامة الدكتور أحمد الجلبي الذي أقام أول مؤتمر للمعارضة العراقية في فيينا عام ١٩٩٢ . وكان من أعضاء المؤتمر السيد مسعود البارزاني والسيد جلال الطالباني. وقد شارك السيد بحر العلوم في الوفد الذي زار واشنطن. وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها عالم عراقي شيعي بالإدارة الأمريكية.

موقفه من إعلان شيعة العراق
في نيسان ٢٠٠٢ تم الإعلان عن وثيقة (إعلان شيعة العراق) الذي أعده كل من الدكتور علي عبد الأمير علاوي والدكتور صاحب الحكيم والدكتور موفق الربيعي. وقد أرسلوا لي الإعلان قبل نشره فقدمت لهم مجموعة ملاحظات أخذوا بها. وقد نشرت ذلك في كتابي ( مطارحات سياسية وفكرية). تضمن المنشور مجموعة مبادئ وأسس يعتمدها النظام السياسي بعد سقوط صدام وأهمها اعتماد الديمقراطية والنظام اللامركزي وإلغاء التمييز الطائفي.
وقد وقع عليه (١٢٢) شخصية علمية وسياسية وأدبية وطبية واقتصادية ودينية وعشائرية. وكنت من الموقعين عليه مع جمع كبير من الشخصيات المعروفة التي برزت بعد سقوط النظام. كما أصدرت بعض الشخصيات بيانات كرستها لهذا الغرض أمثال السيد كاظم الحائري والسيد محمد باقر الحكيم والشيخ محمد باقر الناصري والسيد مرتضى العسكري.

وقد أصدر السيد محمد بحر العلوم بياناً جاء فيه:
(( بسم الله الرحمن الرحيم
لقد عانى الشعب العراقي كثيراً من الأنظمة الديكتاتورية الظالمة المتسلطة على رقاب أبنائه ، وكانت الطائفية السياسية أحد أسلحة هذه الأنظمة في محاربة وقمع الشعب العراقي. وكان العراقيون الشيعة لكونهم أكثرية الشعب العراقي الضحية المزمنة لهذه الأنظمة فكلما ازدادت ديكتاتورية النظام المتسلط اقترنت معه بصورة متلازمة الممارسات الطائفية المقيتة. وكان النظام الديكتاوتري الصدامي قد تمادى في طائفيته وإجرامه لتحجيم المرجعية الدينية وإبادة علماء ورجالات الشيعة ومدنهم المقدسة وحوزاتهم العلمية ، وخاصة عندما رفع شعار (لا شيعة بعد اليوم) ابان انتفاضة الشعب العراقي في آذار عام 1991 وما سبقها من اعتداءات على علماء ومثقفي العراق وحركته الإسلامية وما تعرضوا له من سجون وإعدامات وتشريد وتهجير وما أعقبها من محاولات تجفيف مناطق أهوار العراق وتهجير سكانهم.
إننا نؤمن بضرورة مواصلة النظام لإزالة الديكتاتورية والعمل على إقامة البديل الديمقراطي الدستوري الذي يختاره الشعب بحرية وبناء مؤسسات المجتمع المدني وإلغاء كل مؤسسات العنف والقمع التي    
أنشئت لاضطهاد العراقيين والعمل على ضمان حقوق المواطن العراقي السياسية والاجتماعية والثقافية والادارية لكون كل ذلك وسائل كفيلة بالقضاء على الطائفية السياسية والتي سيعيد لشيعة العراق دورهم الأساس في بناء الدولة والنهوض بآمال الشعب. ومن منطلق الحرص على وحدة العراق أرضاً وشعباً وصيانة مستقبله السياسي لابد لنا من تشجيع كل الرؤى والمعالجات الموضوعية والتي تأخذ من هوية العراق وخصوصيته أساساً لتحركها.. وقادرة على احتواء الافرازات السلبية للأنظمة الديكتاتورية بروح مرنة غير متعصبة ، وتطرح بوضوح وموضوعية المعوقات التي حالت دون تحقيق المشاركة السياسية للأغلبية العراقية وندعم بقوة وبفاعلية كل الجهود الرامية إلى بلورة مشروع وطني يتناسب وتطلعات شعبنا العراقي نحو إقامة مجتمع مدني ودولة القانون التي تتساوى فيها الأغلبية والأقلية. وذلك هو المشروع الذي يتبناه شيعة العراق بكونهم العمود الفقري للوطن.
وانطلاقاً من ذلك فنحن نبارك كل الخطوات التي من شأنها المساهمة في تحقيق هذا الهدف الكبير ورفع الغبن عن (شيعة العراق) وتثبيت حقوقهم وتبيان مظلوميتهم ووضع التصورات اللازمة لإزالة هذا الحيف والظلم عنهم.
 محمد بحر العلوم
 لندن في 12 ربيع الأول 1423
   24 مايس 2002  ))

في مجلس الحكم العراقي
بعد الغزو الأميركي للعراق وإسقاط نظام صدام في ٩ نيسان ٢٠٠٣ تشكلت إدارة أميركية مدنية برئاسة السفير بول بريمر. وقد قام بتأسيس مجلس الحكم الانتقالي ليتولى إدارة البلاد وسن التشريعات لحين استلام العراقيين السلطة من الإدارة الأميركية الذي تم في ٣٠ حزيران ٢٠٠٤ . تأسس مجلس الحكم بقرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٤٨٣ الصادر في ٢٢ أيار ٢٠٠٣ .  بعد مشاورات مع الزعامات العراقية القادمة من الخارج ومن الداخل تم تأسيس مجلس الحكم في ١٣ تموز ٢٠٠٣ . ضم مجلس الحكم (٢٥) عضواً يمثلون مكونات الشعب العراقي فكان: الشيعة ١٣ عضواً (٥٢٪) والسنة ١١ عضواً (٤٤٪) إذا ما أدخلنا الكرد مع السنة. قومياً ضم المجلس ١٧ عضواً عربياً (٦٨٪) و الكرد ٥ أعضاء (٢٠٪) ، وعضو واحد لكل من التركمان والآشوريين. وشكلت النساء (١٢٪) من المجلس.
في ١٤ آب ٢٠٠٣ أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم ١٥٠٠ الذي تضمن موافقته على إنشاء مجلس الحكم الانتقالي. وفي ٣٠ آب ٢٠٠٣ قام مجلس الحكم بتشكيل أول حكومة بعد سقوط صدام.
وقد تم اختيار أحد أعضاء مجلس الحكم ليكون رئيساً لمدة شهر. وكان منهم السيد محمد بحر العلوم الذي ترأس مجلس الحكم والمنصب بمثابة رئيس وزراء مؤقت. لقد ترأس مجلس الحكم مرتين الأولي من ١٣ تموز إلى ١ آب ٢٠٠٣ ، والثاني من ١ آذار إلى ١ نيسان ٢٠٠٤ .

لقاءاتي بالسيد بحر العلوم
كان السيد بحر العلوم يحظى باحترام الجماهير العراقية في المنفى، وأول لقاء معه كان في مركز أهل البيت الإسلامي في لندن عام ١٩٩٢، عندما دعيت للمشاركة في مؤتمر إسلامي. وفي اللقاء الثاني زرته في بيته مع بعض الاخوان . وتكررت زيارتي له في منزله عندما أزور لندن في التسعينيات. وكان يحدثنا عن آماله بقرب سقوط نظام صدام وتأسيس نظام ديمقراطي. وعندما يوجه إليه سؤال: كيف يتعاون الإسلاميون مع الأميركان وأنه لا يوثق بهم خاصة وآنت سيد معمم؟ كان يجيب اعصبوها برأسي، فالعراق يستحق أن أضحي له بكل ما أملك. فكنا نعجب بشجاعته وإقدامه.  

بعد السقوط كنت أزور السيد بحر العلوم في منزله ، حيث يستقبلني بكامل أناقته وملابسه وعمامته، ويخرج إلى الباب مستقبلاً ومودعاً. كنت نجلس عدة ساعات يحدثني فيها عن مسيرته وجهاده وزياراته للدول ولقاءاته مع شخصيات سياسية ودينية عراقية وأجنبية. كما يحدثني عن بعض مشاكل الساحة واستعداده للعب دور في حلها. ففي لقاء عام ٢٠١٢ أهديته مجموعة من كتبي المنشورة . ونتداول الحديث حول موضوع الكتاب، فكان يثني عليه.
في آخر لقاء لي معه قبل شهرين من وفاته عام ٢٠١٥ استقبلني كعادته لكنني علمت أنه يعاني من المرض وصعوبة في الحركة والقيام لأنه وضع رجليه على كرسي صغير مع تغطيته بشرشف، فقلت له معاتباً: لماذا لم تخبرني بوضعك الصحي كي لا تتكلف مشقة استقبالي؟ فكان يرد لا عليك ، الحمد لله على أية حال.
استجمع قواه وصار يتحدث عما حدث في عام ٢٠١٤ وملابسات سحب المالكي ترشيحه وتنصيب العبادي. كما أبدى قلقه من استمرار داعش باحتلال الموصل وإعلان الخلافة فيها، والضحايا العراقيين الذين سقطوا بسبب عنف ووحشية داعش، وتهديدها للعتبات المقدسة. لقد كان همه العراق كله ويؤكد على أهمية التضامن بين القوى السياسية العراقية وينتقد من يلجآ للعنف والسلاح في سلوكه السياسي. وفي زيارتي الأخيرة طلب مني الاطلاع على معهد العلمين للدراسات العليا بعد إنجازه. وكنت قد زرته أثناء البناء قبل بضع سنوات. وكان ابنه الأصغر يتولى إدارة المعهد، وأراه يحضر لقاءات والده.
وقد زرت المعهد الذي أصبح معلماً أكاديميا شهيراً . كما ضم قبر السيد بحر العلوم في الطابق الأرضي.

في السابع من تموز ٢٠١٥ انطفأت شعلة علوية مجاهدة عن عمر ناهز الثانية والثمانين عاما قضاها في العلم والعمل والصبر والتأليف ومعارضة الأنظمة الظالمة حتى تحقق حلمه بإسقاط نظام صدام.

أنجب السيد بحر العلوم ثلاثة أبناء هم:
 ١-الدكتور إبراهيم بحر العلوم الذي شغل منصب وزير النفط ونائباً في البرلمان العراقي
٢-السيد محمد حسين بحر العلوم سفير العراق في الكويت في ممثل العراق في الأمم المتحدة
٣-السيد محمد علي بحر العلوم عميد معهد العلمين للدراسات الإسلامية.

مؤلفاته

أ‌-المؤلفات المطبوعة

١-الكندي الفيلسوف العربي ، الجانب التاريخي ، طبع عام 1962 ، النجف الأشرف
٢-أضواء على قانون الأحوال الشخصية العراقي وفق المذاهب الخمسة ، طبع  عام ١٩٦٤ في النجف .
٣- ضحايا العقيدة ، دراسة تاريخية مسيرة في أسلوب قصصي ، طبع عام 1966 ، النجف الأشرف.
٤-مواقف حاسمة في سبيل التضحية والفداء ، مجموعة قصص عن سيرة الفدائيين في الإسلام من أجل العقيدة ، طبع عام 1967
٥-بين يدي الرسول الأعظم ، عرض لسيرة الرسول الأعظم من خلال دراسة مسيرة بعض أصحاب النبي (ص) ، طبع بدار الزهراء ، بيروت في ثلاثة أجزاء في ١٩٧٢ ، ١٩٧٥ و ١٩٧٩ .
٥-من مدرسة الإمام علي (ع) ، دراسة تاريخية لمجموعة من صحابة الإمام الفدائيين منهم ، طبع عام 1973 في بيروت.
٦- في رحاب السيدة زينب ، دراسة تاريخية هادفة ، طبع عام 1977 في بيروت .
٧-في رحاب أئمة أهل البيت (الإمام علي) ، دراسة تاريخية سياسية ، طبع بيروت عام 1978.
٨- الشهادة على الزواج والطلاق والرجعية ، بحث فقهي مقارن  طبع عام 1977
٩-الاجتهاد أصوله وأحكامه ، دراسة في أصول الفقه ومصادر التشريع الإسلامية والاجتهادية ، (رسالة ماجستير) ، طبع عام 1977.
١٠- عيوب الإرادة في الشريعة الإسلامية ، دراسة فقهية مقارنة بالقوانين الوضعية – (رسالة دكتوراه) ، تم طبعها عام 1984 .
١١-حجر بن عدي لسان حق ورمز وفداء ، دراسة تاريخية سياسية ، طبع عام 1982 في بيروت .
١٢-الحجاج سيف الأمويين في العراق ، دراسة تاريخية سياسية ، طبع في بيروت عام 1986.
١٣-مصدر التشريع لنظام الحكم في الإسلام ، مجموعة مقالات إسلامية ، طبع بيروت عام 1977.

ب – البحوث المطبوعة مستقلة:
١٤-دليل العقل بين السلب والإيجاب ،بحث أصولي ، نشر عام 1977 ، طبع في بيروت.
١٥-الأسرة في فقه الإمام الصادق (ع) ، محاضرة فقهية اجتماعية عن أحكام الأسرة ، نشر عام 1977 في بيروت.
١٦-الأشعريون في قم، مؤسسو الحوزة العلمية فيها ، بحث تاريخي ، نشر عام 1977 في بيروت.
١٧-مقومات المجتمع الإنساني من خلال سورة النساء ، بحث تفسيري اجتماعي ، طبع بيروت عام 1977.
١٨-هموم في ذكر المولد النبوي ، محاضرة سياسية تاريخية ، طبع في بيروت عام 1982.
١٩-صراع الحق والباطل بين الأمس واليوم ، محاضرة دينية سياسية ، طبعت في بيروت عام 1982.
٢٠-ثورة الإمام الحسين وأبعادها ، محاضرة دينية توجيهية ، طبعت في بيروت عام 1984.
٢١-العبادة وأثرها في مفهوميها الفردي والمشمول، وأثرها في صياغة الشخصية الإسلامية ، بيروت عام 1984.
٢٢-الحركة الإسلامية وموقف الفرد المسلم في الوقت الراهن من أولويات العمل الإسلامي ، طبع بيروت عام 1984.
٢٣-دور الإمام الصادق في مسيرة الدعوة الإسلامية ، طبع بيروت عام 1984.
٢٤-الجهاد تربية إسلامية ودورنا من موقع المسؤولية ، طبع بيروت عام 1984.
٢٥-دور الكفاءات العراقية ، بحث سياسي اجتماعي– طبع بيروت عام 1985.
٢٦-السنة النبوية بين النظرية والتطبيق ، طبع بيروت عام 1985.
٢٧-دور الأمة في مسيرة الإسلامية ، طبع بيروت عام 1985.
٢٨-المشكلة التربوية وأهم ملامح حلولها من وجهة النظر الإسلامية ، طبع بيروت 1988.
٢٩-قضيتنا ومأساة الحكم ، طبع بيروت 1988.
٣٠-المفهوم الإسلامي للتعاون بين المسلمين في سبيل الله ، طبع بيروت عام 1988.
٣١-الاحتكار وأحكامه في الشريعة الإسلامية عام 1982
٣٢-دراسة عن حياة الشيخ محمد علي اليعقوبي ، طبعت في النجف عام 1968م.
٣٣-دراسة عن حياة الكاتب العراقي (الشيخ محمد الخليلي) ، طبعت في النجف عام 1968م.
٣٤-الدراسة العلمية في النجف الأشرف ، نشر ضمن الجزء الثاني من موسوعة العتبات المقدسة – طبع بيروت.
٣٥-نظرية حدوث العالم ، بحث فلسفي ، نشر في مجلة النجف عام 1965
٣٦-الحسن والحسين إمامان ، نشر عام 1979 في بيروت
٣٧-نظرة في شعر الحسين بن الحجاج ، دراسة أدبية ، نشرت في مجلة الهادي، قم المقدسة.
٣٨-الشعر الحر تاريخه وجذوره ، دراسة أدبية ، نشرت عام 1964 في مجلة النجف
٣٩-الشاعر الطموح ، دراسة أدبية عن الشريف الرضي ، نشرت في (تراثنا) نشرة فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت لإحياء التراث ، العدد الخامس السنة الأولى 1406 هج
٤٠-مع المؤلفين والكتاب ، دراسة عن حياة بعض المؤلفين الذين قدم
 لمؤلفاتهم.