×

أخر الأخبار

الشعب يترقب وئامكم

  • 24-12-2021, 21:30
  • 381 مشاهدة
  • سعاد حسن الجوهري

منذ ان وضعت الانتخابات البرلمانية الاخيرة اوزارها والشعب يترقب ما ستؤول اليه حوارات الاطراف السياسية التي تبارت فيها املا في الخروج باتفاقات تسهم بتوليفة حكومية متماسكة ومجلس نيابي قادر على اداء دوره البرلماني المطلوب تشريعيا ورقابيا.
لا يختلف اثنان على ان الحوارات الجارية بين مختلف الاطراف بهذا الخصوص يجب ان لا تغفل بان العراق وشعبه وحاضره ومستقبله اكبر من اي اسم او حزب او فئة. كما ولا يختلف اثنان على ان المنصب التنفيذي الاول مهما كان فانه تكليف وليس تشريف. لهذا يبقى الشعب ينتظر من الشخص المسؤول اداء الواجب المناط به بكل امانة الشرف الوظيفي. مسؤول يعمل على ارساء اسس العدالة في منهاجه على وفق برنامج حكومي وطني محدد بسقوف زمنية تستوعب ازمات الحاضر والمستقبل. رئيس الوزراء الناجح من يلامس هموم الشعب ويعيش تطلعاته.
لكن كيف سيتعامل رئيس الوزراء الجديد مع الواقع في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ العراق؟ وهل سيستطيع تشكيل حكومة بعيدا عن المحاصصة الطائفية والحزبية والفئوية الضيقة؟ وهل بالفعل ستكون الكابينة المرتقبة ممثلة لكافة الاطياف والثقافات المتنوعة للشعب العراقي واشراك الكفوؤين من ابناء وبنات هذا الوطن؟.
فالمدير للمنصب التنفيذي الاول من المفترض ان يعي ان مهمته وكابينته تكمن في توفير اكبر قدر من فرص العمل للمواطنين من خلال البدء بمشاريع تنموية وصناعية وانتاجية وسكنية. فكل رؤساء الوزراء السابقين تحدثوا عن احداث نهضة استثمارية ووضع الاسس لتغيير منهج الاقتصاد الريعي الى اقتصاد استثماري بعيدا عن الاعتماد الكامل على موارد النفط. لكننا لازلنا نراوح في مكاننا لاسباب يطول الحديث عنها او التذرع بها.
السيد الرئيس يجب ان يعي ان من ابرز مهامه تحقيق الامن والامان لكافة ابناء الشعب العراقي وحصر السلاح بيد الدولة وان لا سلطة فوق سلطةالقانون فضلا عن حماية العراق من اي تدخل خارجي وان لا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات والصراعات بل بالعكس من ذلك حيث العمل على ان تكون بغداد نقطة تلاق بين فرقاء المنطقة والعالم وطاولة حوار مفتوحة بين اشقاء واصدقاء العراق لحلحة المشاكل العالقة وعلى مختلف الصعد.
لكن المهمة ستبقى منقوصة اذا لم يكن المجتمع الدولي والاقليمي عونا للعراق في هذه المرحلة الحساسة باعتبار أن أمن العراق من أمن المنطقة والعالم باسره خاصة. حيث اننا لا نزال نواجه عدوا يتربص بنا الا وهو الارهاب. ويجب على العراق ان يستعيد دوره الايجابي والحيادي في تحقيق الاستقرار للمنطقة والعالم ودعم وتركيز الجهدين الامني والعسكري لدحر ما تبقى من المشروع الداعشي.
ومن ابرز مهام السيد الرئيس الجديد هي تقديم تقرير دوري الى الشعب العراقي من خلال مجلس النواب حول التقدم الذي تحرزه الحكومة او التحديات التي تواجهها.
اخيرا وليس آخرا ان تمسكت الكابينة الوليدة بهذا المسار سيكون النصر والنجاح حليفها كون من تربع على عرش ادارتها منذ البدء كان عليه ان يعي ان المنصب مهما كان فانه تكليف وليس تشريف وان الشعب ينتظر من الشخص المسؤول اداء الواجب المناط به بكل امانة الشرف الوظيفي. مسؤول يعمل على ارساء اسس العدالة والمساواة بين ابناء البلد الواحد والمصير الواحد والمستقبل الواحد. فيا سادة يا كرام "الشعب يترقب ثمرة حواراتكم".