×

أخر الأخبار

يوم الشهيد البعثي

  • 5-12-2021, 13:27
  • 749 مشاهدة
  • يوم الشهيد البعثي

يوم الشهيد البعثي

صُدم العالم عندما عرضت القناة العراقية مطلع ثمانينات القرن الماضي شريطا مصورا لقتل أسرى عراقيين في أيران، فأهتز الشارع العراقي بعنف وتناقلت وسائل الاعلام العربية والعالمية في انحاء العالم المشاهد المروعة،
لقد شكل الفلم صدمة مهولة فعمليات القتل التي تبدأ باشنع صنوف التعذيب كانت تتم تحت عدسات الكاميرات، فقام صدام باعلان يومذاك يوما للشهيد .
 صدم الايرانيون ايضا فهم لم يعلموا باي عملية من هذا النوع جرت على اراضيهم.

بعد التحري الطويل اكتشفت ايران ان ما حصل كان من صنع شركتين ايطاليتين دفع لهما نظام صدام قرابة المليون دولار لصناعة هذا الجزء من الفلم الرديء.

وبعد ثلاثة سنوات من المرافعات امام المحاكم الايطالية حكمت المحكمة الايطالية للسفارة الايرانية في ايطاليا بان تدفع شركتي Racing Film و Titanus Film مبلغا قدره 400 الف دولار للايرانيين جراء الضرر المعنوي الذي لحق بهم.

‏‎لقد وجدت المحكمة الايطالية أن الفلم [الذي كان بعنوان الجميلة والبربري Dolce e selvaggio ] والذي اظهر الفظائع التي يُزعم أن الجنود الإيرانيين ارتكبوها خلال حرب الثماني سنوات ضد الاسرى العراقيين كانت مزيفة.
‏‎
لقد أنهى الحكم القضائي معركة دامت ثلاث سنوات قادتها السفارة الإيرانية في روما ضد منتجي وموزعي الفيلم الوثائقي، وأُمر منتج الشركة  أليساندرو فراكاسي بدفع تعويضات في غضون 60 يومًا.

‏‎كان الترويج للفيلم قد جرى على نطاق واسع بسبب مشهد استخدم فيه الجنود الإيرانيون سيارتين جيب لتقطيع ذراعي أسير حرب عراقي. وأظهر مشهد آخر لقطة مقرّبة لسجين عراقي يُعدم على يد جندي إيراني بمسدس في رقبته.

‏‎تم استخدام اللقطات من الفيلم على نطاق واسع في الصحف والمجلات في جميع أنحاء العالم، وقدمها المسؤولون العراقيون في مناسبات عديدة كدليل على أن الإيرانيين كانوا يسيئون معاملة أسرى الحرب لديهم.

و‏‎لكن ستة من خبراء المحكمة، بمساعدة تقنية، وجدوا أن صانعي الأفلام استخدموا ممثلين لم يقتصر عملهم على الظهور كضحايا ارتكاب الفظائع فحسب، بل عاودوا الظهور مرة أخرى في أدوار مختلفة، تارة بالزي العسكري العراقي واخرى بالزي الإيراني.

‏‎لقد ارتكب مخرج الفيلم الذي حقق في السابق بعض النجاح في أفلام الرعب من الدرجة الثانية، بعض الأخطاء الأساسية، فعلى سبيل المثال، قام بخلط فلم من قياس 16 ملم حقيقي مع مشاهد صورت بافلام من مقاس 35 مم.

‏‎وأظهرت الصور الثابتة من الفيلم المعروضة في المحكمة بوضوح أن الأسلحة التي بحوزة الممثلين من صنع صانع إيطالي وكانت من نوع لم يستخدمه الجيش الإيراني قط. وكما يمكن رؤية الممثل الذي مُزقت ذراعيه وهما مربوطتين بجسده تحت زيه العسكري.

واوضح الخبراء في المحكمة إلى أن "الدم" الذي ملأ الفلم ربما يكون ماءا ملونًا، نزل من كتفه فقط ولم يقطر دم من ذراعه المقطوعة كما هو موضح في الصور التي قدموها الى القاضي.

في عام 1984 ، بعد وقت قصير من عرض الفيلم الوثائقي الملفق في إيطاليا، منع القاضي روبرتو بريدن من عرض الفلم، بناءً على شكوى من السفير الإيراني.

لقد دافعت الشركتان عن نفسيهما مدعيتان بأن المخرج قد خدعهم بتصويره لهم بأن الاحداث كانت حقيقية وتم تصويرها سراً في معسكرين لأسرى الحرب في إيران. لكن ذلك لم يعفِ الشركتين من إجراءات جنائية بتهمة الاحتيال.