×

أخر الأخبار

الشهيد السيد محمد باقر الصدر ... دقائق في المستشفى مع السيد الأستاذ

  • 13-04-2021, 14:20
  • 441 مشاهدة

كان العام 1972 عاما صعبا على شيعة العراق و على الحوزات العلمية و الإسلاميين عموما؛ فالبعثيون و بعد انقلاب تموز 1968 كانوا قد وطدوا اقدامهم امنيا وبدأوا تنظيم حملاتهم القمعية ضد المواقع و الكيانات الشيعية عبر الضغط على المرجعيات الدينية و السيد الحكيم رحمه الله الذي توفي في العام 1970 بعد معاناة و فترة احتجاب عن الحضور الاجتماعي احتجاجا على السياسات البعثية. رافقت المرحلة عمليات اجرامية في تسفير العراقييين من اصول ايرانية تم تركهم على الحدود الايرانية العراقية بطريقة وحشية لا انسانية.

أصبح السيد الخوئي في صميم الأزمة و المواجهة مع البطش البعثي؛ انتقل خلالها الى بغداد لمعالجة بعض العوارض الصحية المت به. رقد السيد الخوئي في مستشفى مدينة الطب لاجراء بعض العمليات الجراحية والفحوصات وقد نصبت خيمة كبيرة على الشاطئ المقابل للمستشفى لاستقبال الزائرين والوافدين القادمين لمتابعة الحالة الصحية للسيد رحمه الله. السيد الشهيد الصدر كان حاضرا خلال يومين دخل السيد الخوئي فيه غرفة العمليات و كان يتابع الحالة الصحية بقلق بالغ. ومع العودة التدريجية للوعي  الى السيد الخوئي و توفر امكانية الحديث معه قلت له "ان السيد الصدر قد حضر المستشفى لليوم الثاني"؛ فاشار رحمه الله ان أرافق السيد للصعود الى الغرفة و للقاءه. بعد دقائق كان السيد الصدر واقفا الى جانب سرير السيد الخوئي و كان قد دخل حالة الغيبوبة ثانية؛ قطرات دموع السيد كانت تسيل على وجهه الشريف و هو ينظر الى استاذه بخشوع؛ فتح السيد عينيه بضعف و توجهت عيناه الى السيد الصدر بجنبه. قال بصوت خافت : سيدنا اسالك الدعاء.  وبدأ السيد الصدر يجهش بالبكاء:  "سيدنا، كيف لا ادعو لك وانت اصلي، كيف وانت كلّ وجودي، و استمر الغزل الوجداني و العاطفي بكلمات حانية و هي من خصوصيات الهوية الصدرية في الرقة و العطف والرحمانية. فتح السيد الخوئي عينيه ثانية و ترقب المشهد على ضعفه، وقال : "سيدنا هذا موسى يحبك كثيرا، فتكلم  السيد الصدر بكلمات لطف و مودة و رعاية رحمه الله. مثل هذه المشاهد لم تكن قليلة في حياة السيدين ..بل اكثر من كثيرة واعمق من الوشائج  التي تربط الابن بوالده والاب بولده.

غير ان ما عكسه بعض الحواشي و الاتباع و على ارضية افات الحواشي الحوزوية عكس صورة تفتقر الى التقوىِ والعدل؛ فبعض المحسوبين على السيّد الصدر و بعد وصولهم الى الجمهورية الاسلامية في الثمانيات كانوا يتحاشون ذكر السيد الخوئي ضمن اساتذة السيد الصدر رغم ان عنوان (سيدنا الاستاذ) لم يغب عن معظم مؤلفات الشهيد الفقهية والاصولية؛ قضية الافات الحاشيوية الحوزوية قضية تستحق الاهتمام.

https://t.me/alkhoeemedia/2
تيليجرام (العربية) : @alkhoee - منشورات موسی الخوئي
تيليجرام (الفارسية): @moosakhoee - سید موسی خوئی
فيس بوک: https://www.facebook.com/moosa.najafi/