بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَا تَقُولُواْ لِمَن يُقْتَلُ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتٌۢ ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ))
نستذكر و معنا الملايين من احرار العالم ذكرى التاسع من نيسان التي امتزجت فيها التضحية و القصاص ففي التاسع من نيسان عام ١٩٨٠ اقدم البعث المجرم على احدى اكبر الجرائم على مستوى التأريخ باعدامه الفيلسوف العظيم و المرجع الكبير و القائد الفذ الشهيد السيد محمد باقر الصدر مع اخته العلوية بنت الهدى رضوان الله عليهما بعد ان شعر بالدور الكبير الذي تولاه الشهيد الصدر في توعية الامة و استقطاب الفئات المثقفة نحو العمل الاسلامي المنظم معتمدا على الفكر و الثقافة السلمية سبيلا لتحقيق الاهداف الاسلامية العظيمة التي سعى من اجل بلوغها و الدور الريادي للعلوية المجاهدة بنت الهدى في قيادة العمل الاسلامي النسوي .
ان ذلك الخطب الاليم قد شكل خسارة حقيقية للعالم الاسلامي بل للعالم اجمع و ثلمة لا تعوض ابدا على الرغم من استمرار النهج الرسالي الذي سلكه الدعاة منتهلين من القيم العالية التي حملها الشهيد الصدر و اخته بنت الهدى ليستقووا على الطريق الشاق الذي جمع المطاردات و الاعدامات و السجون و التعذيب و التهجير و شتى انواع العذابات.
ان استشهاد الشهيد الصدر مؤسس حزب الدعوة الاسلامية و اخته الطاهرة بنت الهدى كانت جريمة من سلسلة من الجرائم الوحشية التي ارتكبها البعث المجرم بحق العلماء و قادة الحوزة العلمية بل حتى الشعائر الحسينية في محاولة لصد اي نشاط قد يشكل خطورة على سلطته التي بناها على الاجرام متجاهلا ادنى مقومات الانسانية .
ان الارادة الالهية شاءت لان يقترن يوم استشهاد الشهيد الصدر و اخته بنت الهدى (قدس سرهما) مع ذكرى سقوط حزب البعث المباد في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ في توافق زمني ينطوي على الاعجاز حيث ارادة الله تعالى ان يرى العالم نهاية حكم هذا الحزب المجرم في ذات اليوم الذي اعدموا فيه الشهيد الصدر و ان طالت السنين .
ان هذا التزامن انما هو رسالة لكل الطغاة و المتجبرين في العالم ان القدرة الالهية اقوى منكم مهما بلغتم و هي رسالة الى كل الثائرين و المظلومين و اصحاب المبدأ انكم ستقطفون ثمار تضحياتكم و لو بعد حين .
ان ذكرى التاسع من نيسان ينبغي ان تكون حاضرة في ضمير كل انسان حر و غيور و ان يستمر العمل على تعريف العالم بمدى وحشية الجرائم التي اقدم عليها البعثيون منتهكين فيه كل الحرمات و العمل على نشر فكر و نهج الشهيد الصدر قدس سره و تعريف المجتمع بنتاجاته و العمل على تطبيق سلوكياته في كل المستويات .
سلام على الشهيد الصدر و اخته الطاهرة آمنة بنت الهدى يوم ولدا و يوم بلّغا و جاهدا و يوم استشهدا و يوم يُبعثان حيين يشهدا على من ظلمهما . و سلام على شهداء الدعوة الاسلامية و شهداء العراق جميعا .
د. خلف عبد الصمد خلف
٩/نيسان/٢٠٢١