×

أخر الأخبار

برودة القدمين… إشارة جسدية لا ينبغي تجاهلها: الأسباب العلمية والعلاجات الممكنة

  • اليوم, 11:38
  • 25 مشاهدة

أعداد . تنوع نيوز 

مع انخفاض درجات الحرارة، يلاحظ الكثير من الأشخاص شعورًا ببرودة واضحة في القدمين، وهي ظاهرة تبدو بسيطة للوهلة الأولى، لكنها قد ترتبط بأسباب علمية متعددة تتراوح بين عوامل بيئية طبيعية وحالات صحية تستدعي المتابعة.


ظاهرة شائعة وأبعاد طبية محتملة
يؤكد اختصاصيو الطب أن برودة القدمين ليست مرضًا قائمًا بذاته، بل عرضٌ يشير غالبًا إلى تغيرات في الدورة الدموية أو وظائف الأعصاب. وفي وقتٍ تعمل فيه الأطراف كخط الدفاع الأول في تنظيم حرارة الجسم، فإن أي خلل في تدفّق الدم إليها ينعكس مباشرةً بانخفاض حرارتها.

وتُعد ضعف الدورة الدموية من أبرز الأسباب الشائعة، إذ يؤدي الجلوس لفترات طويلة أو قلة الحركة إلى بطء تدفق الدم نحو الأطراف السفلية. كما يحتل فقر الدم (نقص الحديد) مكانة متقدمة في قائمة الأسباب، نظرًا لدور الحديد في نقل الأوكسجين عبر الدم، ما يجعل نقصه سببًا لانخفاض التروية الدموية وبالتالي برودة القدمين.
الغدة الدرقية والجانب الهرموني

يشير الأطباء إلى أن قصور الغدة الدرقية يمثل أحد العوامل المهمة المرتبطة ببرودة القدمين، إذ يؤدي تباطؤ عملها إلى انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل عام، نتيجة اختلال عملية التمثيل الغذائي المسؤولة عن إنتاج الحرارة.
ويمكن أن يسهم القلق والتوتر أيضًا في هذه الحالة، فالجسم حين يدخل في وضعية “الطوارئ” يوجّه الدم نحو الأعضاء الحيوية (القلب والدماغ)، على حساب الأطراف، ما يؤدي إلى انخفاض حرارتها.

من يحتاج إلى الفحص الطبي؟
ورغم أن برودة القدمين قد تكون طبيعية في الشتاء أو لدى الأشخاص النحيفين، إلا أن الخبراء يوصون بالانتباه في حال تكرارها مع ظهور أعراض أخرى مثل:
تنميل أو وخز قوي
آلام في الساقين أثناء المشي
تغيّر لون القدمين إلى الأزرق أو الأرجواني
تعب مستمر دون سبب واضح
فهذه العلامات قد تستدعي تقييمًا طبيًا، خصوصًا لدى من لديهم تاريخ مع فقر الدم أو مشكلات الغدة الدرقية.
العلاج… بين الوقاية وتعديل نمط الحياة
تؤكد الدراسات الطبية أن العلاج يبدأ من فهم السبب. لكن في الحالات البسيطة، يمكن اتباع خطوات يومية تساعد في تحسين تدفّق الدم وتخفيف الإحساس بالبرودة، ومنها:
ارتداء جوارب حرارية ذات جودة عالية
المشي والتحرك كل ساعة لتنشيط الدورة الدموية
تدليك القدمين بزيت دافئ
الإكثار من السوائل والأطعمة الغنية بالحديد
تمارين تحريك الأصابع والكاحل بانتظام
ويحذر الأطباء من تناول مكملات الحديد أو العلاجات الهرمونية بدون استشارة طبية، خاصة لدى فئة المراهقين أو من لم يخضعوا لتحليل دم يؤكد الحاجة إليها.

واخيرا :
برودة القدمين ليست ظاهرة عابرة دائمًا، لكنها أيضًا ليست مؤشرًا مخيفًا في كل الحالات.
إنها رسالة من الجسم قد تحمل معاني مختلفة، بدءًا من تأثير البرد ونمط الحياة، وصولًا إلى بعض الاضطرابات الصحية التي يمكن علاجها بوقت مبكر.
والخطوة الأهم تكمن في الانتباه للأعراض المرافقة واستشارة المختص عند الضرورة، لضمان الوقاية قبل تفاقم أي مشكلة محتملة.