أعداد . ايناس الوندي
يعتقد كثيرون أن تمارين البطن كفيلة بإذابة دهون المعدة، إلا أن العلم يقول غير ذلك. هذه التمارين تُقوّي العضلات وتشُدّ الجذع، لكنها نادرًا ما تؤدي وحدها إلى فقدان الدهون المتراكمة في منطقة البطن. إنقاص الدهون يحتاج إلى عجز حراري ونمط حياة متكامل.
في المقابل، تكشف الأبحاث الغذائية أن إضافة كمية صغيرة من الدهون الصحية إلى طبق السلطة ضرورية لامتصاص عدد مهم من العناصر الغذائية، مثل الكاروتينات والفيتامينات الذائبة في الدهون (A، D، E، K).
أولًا: هل تمارين البطن تحرق دهون المعدة فعلًا؟
الحقيقة العلمية
لا يوجد دليل علمي قاطع يثبت أن تدريب عضلات البطن وحده يؤدي إلى خسارة الدهون في هذه المنطقة تحديدًا. ما يُعرف بـ«التركيز الموضعي» أو Spot Reduction يُعد في أغلب الأحيان مفهومًا مضللًا.
تشير دراسات وتجارب سريرية إلى أن تمارين البطن تُحسّن قوة العضلات وقدرتها على التحمل، لكنها لا تُحدث انخفاضًا ملموسًا في نسبة الدهون تحت الجلد في منطقة البطن، خصوصًا عند مقارنتها ببرامج شاملة تجمع بين التمارين والنظام الغذائي.
وقد أظهرت تجارب استمرت لأسابيع عدة أن ممارسة تمارين البطن فقط لم تؤدِّ إلى تغيير يُذكر في دهون المعدة.
في المقابل، رصدت بعض الدراسات نتائج مختلفة عند اتباع برامج تدريب متكاملة تشمل تمارين القوة والكارديو والتحمل، حيث لوحظ انخفاض في الدهون، بما فيها دهون البطن. لكن هذا الانخفاض كان جزءًا من فقدان دهني عام في الجسم، وليس نتيجة استهداف منطقة البطن وحدها.
الخلاصة
التغيير الذي يلاحظه البعض في شكل البطن يعود غالبًا إلى فقدان الدهون في الجسم ككل، وليس إلى تمارين البطن بحد ذاتها.
كيف تحصل على بطن أنحف بطريقة صحيحة؟
الاعتماد على تمارين البطن فقط، مثل الـ«كرنش» أو «سيت أب»، ليس كافيًا. النتائج الأفضل تتحقق عند الجمع بين:
تقليل السعرات الحرارية بشكل ذكي ومتوازن
تمارين مقاومة تشمل عضلات الجسم كافة
نشاط هوائي منتظم (كالمشي السريع أو تمارين HIIT)
نوم كافٍ وتنظيم التوتر النفسي
هذه المقاربة المتكاملة تساعد على خفض الدهون الكلية، ما ينعكس تدريجيًا على محيط الخصر وشكل البطن.
ثانيًا: لماذا تحتاج السلطة إلى الدهون؟
التفسير العلمي المبسّط
العديد من العناصر الغذائية الموجودة في الخضروات، خصوصًا في السلطة، تُعد ذائبة في الدهون. من بينها:
الكاروتينات مثل بيتا-كاروتين، لوتين، ولايكوبين
فيتامينات A وD وE وK
هذه العناصر لا يمتصها الجسم بكفاءة إلا بوجود الدهون، حيث تساعد الدهون على تكوين مركّبات تسهّل انتقالها وامتصاصها في الأمعاء الدقيقة. عند تناول السلطة دون أي دهون، قد يمر جزء كبير من هذه المغذيات دون استفادة حقيقية.
ماذا تقول الدراسات؟
أظهرت أبحاث غذائية أن إضافة ملعقة إلى ملعقتين من الزيت إلى السلطة تُحسّن امتصاص الكاروتينات بشكل ملحوظ مقارنة بتناولها دون دهون.
ورغم أن بعض الدراسات استخدمت كميات تقارب ملعقتين كبيرتين لتحقيق أعلى امتصاص، فإن حتى ملعقة واحدة من الزيت كافية لإحداث فرق واضح.
عمليًا: ما الكمية والنوع الأفضل؟
لا حاجة للإفراط في الزيوت.
ملعقة إلى ملعقتين من زيت صحي، مثل زيت الزيتون البكر الممتاز، كافية لتعزيز القيمة الغذائية للسلطة دون تحميلها سعرات زائدة.
ثالثًا: هل نوع الدهون مهم؟
نعم، لكن بدرجة أقل من وجود الدهون أصلًا.
تشير الأبحاث إلى أن الدهون الأحادية غير المشبعة، مثل زيت الزيتون، قد تكون أكثر كفاءة في تحسين امتصاص الكاروتينات بكمية أقل مقارنة ببعض الزيوت الأخرى.
مع ذلك، العامل الأهم يبقى وجود كمية معتدلة من الدهون الصحية أيًا كان مصدرها.
ماذا تعني هذه الحقائق للقارئ؟
تمارين البطن مفيدة لشد العضلات وتقوية الجذع ودعم العمود الفقري، لكنها ليست حلًا سحريًا للتخلص من دهون البطن.
التخلص من دهون المعدة يتطلب نمط حياة متوازن يشمل الغذاء، الحركة، والنوم.
السلطة تصبح أكثر فائدة عند إضافة دهون صحية إليها، ما يعزز امتصاص الفيتامينات ومضادات الأكسدة.
غياب الدهون لا يُفقد السلطة قيمتها بالكامل، لكنه يقلل من الاستفادة القصوى من بعض عناصرها المهمة.
توصيات سريعة :
1. لا تنخدع بتمارين البطن وحدها… حرق دهون المعدة يحتاج مقاربة شاملة.
2. التمارين + نظام غذائي متوازن = نتائج حقيقية ومستدامة.
3. أضف دهونًا صحية لسلطتك لتعظيم فائدتها الغذائية.
4. اختر الدهون الذكية، واعتدل في الكمية.
أسئلة المعتادة وخصوصا لدى النساء.
هل يجب تجنب الصلصات الخالية من الدسم؟
ليست ضارة، لكنها لا تساعد على امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون. إضافة كمية صغيرة من الدهون الصحية خيار أفضل غذائيًا.
هل زيت الزيتون أفضل من غيره؟
غالبًا نعم، لاحتوائه على دهون أحادية غير مشبعة فعّالة، لكن أي دهون صحية بكمية معتدلة تؤدي الغرض.