بغداد. تنوع نيوز
تشير معطيات الرصد الجوي وسلوك الملوثات في العاصمة بغداد إلى احتمالية مرتفعة لعودة ارتفاع تراكيز الجسيمات والغازات الضارة في الهواء ليلة السبت، بالتزامن مع سكون الرياح المتوقع واستمرار الانبعاثات من مصادر التلوث المختلفة.
وتُظهر البيانات العلمية المعتمدة أن ركود الهواء يعدّ أحد أكثر العوامل التي تتسبب بتفاقم التلوث في المدن الكبيرة، حيث تؤدي قلة حركة الرياح إلى حبس الملوثات قرب سطح الأرض، ما يرفع من نسب الجسيمات الدقيقة مثل PM2.5 وPM10 والغازات السامة الناتجة عن ازدحام المركبات وتشغيل المولدات والمصانع وحرق النفايات.
وتؤكد دراسات متخصصة في جودة الهواء أن التغيرات الجوية الليلية — خصوصًا انخفاض درجات الحرارة وتكوّن طبقة هوائية باردة قريبة من السطح — تساعد على تراكم الملوثات وتشكّل ما يُعرف بـ“الضباب الدخاني”، وهو ما ينعكس مباشرة على صحة السكان، لاسيما الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يعانون أمراضًا تنفسية أو قلبية.
ورغم أن ارتفاع التلوث ليس “مؤكدًا” بشكل كامل، إلا أن الظروف المتوقعة تجعل احتماليته كبيرة، في ظل غياب حلول سريعة للحد من مصادر الانبعاث داخل العاصمة، واستمرار الأنشطة الصناعية والمرورية التي تزيد من تدهور جودة الهواء.
ويحذر مختصون من أن استمرار هذه الظروف دون تدخل فعّال قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة خلال موسم الشتاء، الذي عادة ما يشهد مستويات أعلى من تركز الملوثات نتيجة الركود الجوي وزيادة الاعتماد على المولدات وحرق الوقود.