متابعة . تنوع نيوز
نشرت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة اليوم إحدى الملفات التي توثّق جرائم النظام البعثي البائد، ضمن سلسلة وثائق تعمل الهيئة على كشفها للرأي العام بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وعدم تكرار المأساة.
وأوضحت الهيئة أن هذه الوثائق تأتي ضمن جهودها المستمرة لكشف الحقائق المتعلقة بالانتهاكات التي ارتُكبت بحق العراقيين، وإبراز حجم المعاناة التي عاشتها شرائح واسعة من أبناء الشعب خلال سنوات الحكم الدكتاتوري.
وأكدت الهيئة أن نشر هذه الملفات يهدف إلى ترسيخ العدالة الانتقالية، وتوثيق تلك الجرائم ضمن إطار قانوني ومؤسسي يضمن احترام حقوق الضحايا، ويُسهم في تثبيت الوعي المجتمعي تجاه إرث الاستبداد.
كما شددت على أن مواجهة إرث النظام البائد لا تتم فقط من خلال الإدانة، بل عبر حفظ حقيقة ما جرى وتضمينها في الذاكرة الوطنية، معتبرة أن كشف الوثائق مسؤولية تاريخية ووطنية تجاه الأجيال القادمة
والتي جاء فيها :
" حسن... قلبٌ طاهر سحقه البعث وظلم الزمان
لم تكن قصة حسن الفقير مجرد tragedy عابرة… كانت جرحًا مفتوحًا في ذاكرة وطن تهشّم على يد نظام لا يعرف الرحمة.
شاب جامعي بسيط، خجول، يحلم بيوم يجمعه بخطيبته بعد التخرج. أحلام بيضاء… لكن البعث كان يتربص بكل شيء جميل.
التهجير بحجة "التبعية" كان بداية النهاية.
هُجّر أهله وخطيبته، فسلّم نفسه ليكون قريبًا منهم… ولم يعلم أنه سلّم قلبه لجلاّد لا يعرف الإنسانية.
في سجون البعث:
سألوه عن علاقة طاهرة… فلطخوها بالكذب.
عذبوه لأن والد خطيبته من حزب الدعوة… فقرروا تحطيم روحه قبل جسده.
ثم جاءت اللحظة التي قتلت عقل حسن…
رآها معلّقة، عارية، تنزف…"
خطيبته، حلمه، نصفه الآخر.
نظرت له نظرة وداع… نظرة أحرقت آخر ما تبقى فيه من العقل.
خرج من السجن مجنونًا… لا لأن الألم قليل، بل لأن الألم كان أكبر من أن يتحمله إنسان.
ألقوه على الحدود، ووصل إلى مخيم جهرم في إيران، حيث عرفه الجميع باسم:
"المجنون حسن الفقير"
ثلاث سنوات عاشها بلا عقل… ولكنه كان يحفظ تفاصيل الوداع.
وفي عام 1983…
أنهى حياته بيده، ليلحق بمن أحب، ويترك خلفه قصة تلخص ظلم نظام دمّر شباب العراق وأحلامه".
رحم الله الشهيدة المظلومة… ورحم الله حسن الفقير.
قصة / جاسم الخيبري
✦ شارك القصة… فالتاريخ لا يرحم الصامتين..