![]()
أعداد . ايناس الوندي
تحوّلت شوارع مدينة مريوان في شرق كوردستان (إيران) هذا الأسبوع إلى فضاء مفتوح للفن والإبداع، مع انطلاق فعاليات مهرجان مريوان الدولي لمسرح الشارع الذي استقطب فنانين من داخل إيران وخارجها، وجذب مئات الزوار من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية.
وفي مشهد مفعم بالألوان والبهجة، تفاعل سكان المدينة مع العروض المسرحية التي قُدّمت في الساحات العامة، بعيداً عن قاعات العرض التقليدية، ليصبح الشارع نفسه خشبة المسرح والجمهور جزءاً من الحكاية.
يُعد المهرجان من أبرز الفعاليات الفنية في إقليم كوردستان الإيراني، ويهدف إلى نشر ثقافة المسرح في الحياة اليومية، وتشجيع الحوار الإنساني عبر الفن، وكسر الحواجز بين الفنان والجمهور. كما يسلّط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية بطريقة بسيطة ومباشرة تصل إلى الناس في أماكنهم.
وشارك في المهرجان عدد من الفرق المسرحية المحلية والدولية التي قدّمت عروضاً متنوعة تراوحت بين التمثيل الصامت والحوارات الساخرة والمشاهد الرمزية، تناولت موضوعات مثل السلام، الحرية، البيئة، وتمكين المرأة.
ويؤكد منظمو المهرجان أن الهدف من إقامة العروض في الشوارع هو إعادة الفن إلى قلب المجتمع، وإتاحة الفرصة أمام الناس للمشاركة والتفاعل دون قيود، معتبرين أن المدينة كلها تصبح مسرحاً حين يكون الفن رسالة للإنسان.
كما شهدت الفعالية مشاركة واسعة من الشباب والفنانين المستقلين، الذين أضفوا طاقة جديدة على الحدث، وجعلوا من مريوان لوحة نابضة تجمع بين التراث الكوردي الأصيل وروح الإبداع المعاصر.
وفي ختام المهرجان، عبّر الحاضرون عن تقديرهم لهذه التجربة التي منحت المدينة هوية فنية متجددة، وجعلت من الفن وسيلة للتعبير عن الحياة والتنوّع والتعايش.
حيث أن هذا المهرجان:
يُقام في مدينة مريوان الدولي لمسرح الشارع سنوياً منذ أكثر من عقدين، بمشاركة فرق مسرحية من مختلف دول المنطقة والعالم، ويُعدّ من أهم مهرجانات المسرح المفتوح في الشرق الأوسط، لما يقدمه من مساحة فريدة للتفاعل الثقافي والفني الحر في الهواء الطلق.
ويذكر أن مدينة مريوان:
تقع في محافظة كوردستان غرب إيران، على مقربة من الحدود العراقية، وتُعدّ من المدن ذات الأغلبية الكوردية المعروفة بجمال طبيعتها الخضراء المحيطة ببحيرة "زريبار"، وبغناها الثقافي والفني، حيث تشكّل مركزاً للحياة الكوردية النابضة بالموسيقى والمسرح والفنون الشعبية، ما جعلها تستحق بجدارة لقب "عاصمة الفن الكوردي في شرق كوردستان".