
![]()
![]()
![]()
تنوع نيوز . ايناس الوندي
في قرى كوردستان، ومع كل سنة جافة وشحّ في الأمطار، تخرج فتيات القرية حاملات الدمى الملونة في طقس قديم يعرف بـ "بوكا بارانه" أو عروس المطر، طقس يمزج بين الأمل، والفرح، والرمزية الزراعية.
الفتيات يصنعن Kezê (كزة)، دمية صغيرة من قطعتين من الخشب، يغطينها بفستان ملون يلمع تحت أشعة الشمس. يحملنها بين أيديهن ويمشين في شوارع القرية، يتلوّن شعورهن بأشعار وأناشيد تتمنى الخير والمطر لكل الحقول.
وأثناء مرور الدمية، يرش الأهالي الماء عليها، اعتقاداً بأن ذلك يجلب الأمطار والقمح الوفير في الموسم المقبل. كما يقدم السكان هدايا بسيطة من البيض والمكسرات والمال للفتيات، تعبيراً عن دعمهم ومشاركتهم في الطقس.
مع نهاية الجولة، تأخذ الفتيات الدمية إلى مقبرة القرية أو المزار المحلي، حيث تحرق أو تُلقى في الماء، مشهد رمزي يجسد تطهير الأرض واستدعاء الخير. وتُوزع الهدايا التي جمعتها الفتيات بينهن، لتتحول الطقوس إلى احتفال جماعي يجمع بين المجتمع والطبيعة.
طقس بوكا بارانه ليس مجرد تقليد، بل هو قصيدة حية عن الأمل والحياة، يحتفل بالمجتمع، الشباب، والزراعة في لحظة واحدة، محافظة على إرث ثقافي ممتد عبر الأجيال.