×

أخر الأخبار

قصر شيرين.. أسطورة عشق كوردية في ذاكرة الكورد الفيلية

  • 5-08-2025, 11:40
  • 364 مشاهدة

بقلم .ايناس الوندي

يُعد قصر شيرين من أبرز القصور الكوردية التاريخية، شيده الملك الساساني الكوردي خسرو برويز (توفي عام 628م)، الحاكم السابع والعشرون من السلالة الساسانية الكردية، وحفيد الملك الشهير نوشيروان العادل. وقد بُني هذا القصر الفخم لزوجته شيرين، الأميرة الكردية الفيلية التي اشتهرت بجمالها الفاتن، ليكون لها مقرًا صيفيًا في منطقة قصر شيرين بمحافظة كرمنشاه، القريبة من الحدود العراقية، مقابل مدينة خانقين التي تُعد المنبع التاريخي للكورد الفيلية.
تؤكد المصادر التاريخية أن شيرين كانت تعود دومًا إلى هذه المنطقة، حيث أهلها وجذورها الممتدة بين خانقين وكرمنشاه، وهي مناطق ذات كثافة كوردية فيلية حتى يومنا هذا، ما جعل القصر مرتبطًا وجدانياً بذاكرة هذا المكون الكوردي الأصيل.

شيرين وفرهاد.. الملحمة التي يرويها الآباء والأجداد

لم يكن اسم شيرين مقتصرًا على التاريخ الملكي فحسب، بل ارتبط بأسطورة حب شهيرة لا تزال الأجيال الفيلية تتناقلها شفاهةً، وتعرف باسم "شيرين وفرهاد" أو "خسرو وشيرين". وقد نُسجت هذه القصة في ملحمة شعرية باللهجة الكردية الفيلية، يرويها كبار السن في مقاهي خانقين وقرى الكورد الفيلية، لتبقى رمزًا للحب والوفاء الممزوج بتاريخ المنطقة.
تقول الملحمة إن شيرين وفرهاد رأى كلٌّ منهما الآخر في حلم وهما طفلان، ليجمعهما عشق أبدي. وحين شبّا، تنكر فرهاد في زي "درويش" وجاب البلدان حتى وصل إلى مدينتها، لكنه وجدها قد أُجبرت على الزواج من الملك خسرو برويز المسن. وبذكاء ودهاء، تخلّصت شيرين من زوجها بمساعدة ابنٍ له، ثم التقت بفرهاد لتطلب يده، لكن أعيان المدينة اشترطوا مهرًا تعجيزيًا: شق جبل بيستون لجلب المياه في مدة لا تتجاوز أربعين يومًا.
شرع فرهاد في العمل بلا كلل، حتى كاد يُتم المهمة. هنا تدخلت امرأة عجوز حاقدة، لتخبره كذبًا بوفاة شيرين. فقتلها غاضبًا، ثم انتحر بفأسه الفولاذي الذي صنعه بيديه. وعندما سمعت شيرين بالخبر، هرعت إلى الجبل، وعانقت جسده الغارق في الدماء، ثم غرست سكينًا ذا حدين في قلبها لتنضم إليه في الموت.

تقول الأسطورة إنهما دُفنا معًا على حافة جبل بيستون، وإن وردتين تنبتان كل ربيع من قبريهما، تقتربان من الالتقاء، لكن صبيرة (نبتة شوكية) تنمو بينهما لتمنع اتحادهما الأبدي.
الإرث الأدبي باللهجة الكلهورية الفيلية

لقد ألهمت هذه القصة العديد من الأدباء والشعراء الفيلية، فظهرت مؤلفات، قصص، وأشعار باللهجة الكلهورية الفيلية، منها ما هو مدون ومنها ما بقي شفاهيًا. وتُحفظ هذه الأعمال في ذاكرة المجتمعات الفيلية، حيث تتناوب الأجيال على روايتها بشكل شعري ملحمي، يعكس ثراء اللهجة الكلهورية وقربها من وجدان الشعب الفيلي.

إلى يومنا هذا، يمكن سماع مقاطع شعرية مثل:

 "فـرهـاد بـه‌سـتـون ده‌كـه‌وه‌،
شيرين ناڤه‌دار ده‌خوێنه‌وه‌،
خۆنه‌ی دڵيان ده‌ڕـژێنه‌وه‌..."
(فرهاد يشق جبل بيستون،
ينادي باسم شيرين،
ويُسيل دماء قلبه عشقًا...)

بين الذاكرة والأسطورة
هذه الحكاية ليست مجرد أسطورة رومانسية؛ بل هي جزء من هوية الكورد الفيلية، يرويها الأجداد ليؤكدوا ارتباطهم العميق بجغرافيا خانقين وكرمنشاه، حيث ما زالت آثار بيستون وقصر شيرين قائمة شاهدة على ذلك التاريخ. ورغم محاولات البعض التشكيك بأصل القصة، تبقى الحقيقة واضحة: المنطقة كوردية، والملحمة كوردية فيلية الجذور، وذاكرتها حية في وجدان أبنائها حتى اليوم.
وأخيرا .
لكل من يشكك بهذه القصه الكورديه ويدعي انها ليست كورديه ،ليعلم أن آثارها موجوده في كرمنشاه وتسمى بيستون وقصر شيرين موجود على الحدود والمنطقه تسمى ايضا قصرشيرين وهي مقابل مدينة خانقين الكورديه …