×

أخر الأخبار

اعتقال "الحَجّاج".. جلّاد نقرة السلمان الذي أرهب ضحايا الأنفال

  • 1-08-2025, 10:36
  • 246 مشاهدة

أعداد  – إيناس الوندي

في مشهد طال انتظاره لضحايا الأنفال وذويهم، أعلنت السيدة الأولى للعراق، شاناز إبراهيم أحمد، اليوم الخميس (31 تموز 2025)، عن إلقاء القبض على عجاج أحمد حردان التكريتي، الملقب بـ"الحَجّاج"، الجلّاد الذي أشرف على سجن "نقرة السلمان" سيء الصيت، أحد أبرز رموز الرعب في حملات الأنفال ضد الشعب الكوردي.
ينحدر عجاج من مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وينتمي إلى عشيرة البوناصر، ذات الصلة الوثيقة بعشيرة الرئيس المخلوع صدام حسين. اسمه ظلّ يثير الرعب في ذاكرة الناجين لأكثر من ثلاثة عقود، حيث ارتبط بمشاهد التعذيب الوحشية التي حُفرت في جدران سجن نقرة السلمان.

من ذاكرة الأنفال: سجن الرعب في صحراء الجنوب
تعود القضية إلى عام 1988، حين نفّذ نظام البعث حملاته الثماني ضد الكورد، فجرى فصل المعتقلين: الشباب اقتيدوا إلى "حفر الموت" لدفنهم جماعياً، بينما سيق النساء والأطفال والمسنون إلى سجن نقرة السلمان، حيث كان الجلّاد "الحَجّاج" يمارس أقسى أشكال العذاب بحقهم، في سجن تحوّل إلى رمز للقسوة.

رووداو تكشف صور "الحَجّاج" لأول مرة
في عام 2017، أجرت شبكة رووداو الإعلامية تحقيقاً استقصائياً غير مسبوق، تمكنت خلاله من كشف أول صور لعجاج التكريتي، بعد رحلة بحث بدأت في البصرة. هناك، التقى فريق التحقيق بـ"أبو عدنان"، الذي سلّمهم صورتين نادرتين تعودان لثمانينيات القرن الماضي، حصل عليهما من قريب تدرب عسكرياً مع عجاج في بغداد.

الصورة الأولى أظهرت عجاج وهو يأكل أفعى حية، بينما بدت دماء الأفعى على شفاه رفاقه. أما الثانية، فوثقت لحظة سلخه لأرنب حي، بعينين تفيض قسوة.

رحلة التحقق: من نقرة السلمان إلى حلبجة الشهيدة
لتوثيق الهوية، زار فريق رووداو بقايا سجن نقرة السلمان، حيث ما زالت جدرانه تحمل كتابات كوردية شاهدة على معاناة الضحايا. هناك، التقى الفريق بأهالي البلدة، ومنهم "عذاب الشمري"، الذي أكد رؤيته لعجاج حين كان طفلاً، وعرّفه فوراً في الصور قائلاً: "هذا هو الحَجّاج، لم أنسَ سيارته اللاندكروزر البيضاء والسوبر الحمراء موديل 1985."

وفي حلبجة الشهيدة، التقى الفريق بخمسة من الناجين. قدموا أوصافاً دقيقة لملامحه وسلوكه، وما إن عُرضت الصور حتى أجمعوا – بشكل منفصل – على أنه هو الجلّاد الذي أرهب السجناء الكورد في نقرة السلمان.

العدالة أخيراً تطرق باب الأنفال
اعتقال عجاج التكريتي يمثل خطوة فارقة في مسار العدالة لضحايا الأنفال. فهو ليس مجرد ضابط بعثي، بل رمز لجهاز قمعي طمس آلاف الأرواح، وبقي لسنوات بعيداً عن يد القانون.

اليوم، وبعد أكثر من 37 عاماً، عاد اسم "الحَجّاج" إلى الواجهة، ولكن هذه المرة ليس كجلاد يثير الرعب، بل كمتهم سيواجه محاكمة علنية، قد تُعيد بعضاً من حق الضحايا وتغلق صفحة دامية من ذاكرة العراق.

المصدر. روداو