بغداد .ايناس الوندي
بعد أكثر من عقد على واحدة من أبشع جرائم تنظيم دا ع ش في العراق، سلّمت وزارة الصحة ومؤسسة الشهداء العراقية اليوم، دفعة جديدة من رفات 20 ضحية من شهداء مجزرة سجن بادوش إلى ذويهم، في مشهد مهيب يحمل مزيجًا من الحزن والتكريم المتأخر، والنداء للعدالة.
ما هي مجزرة سجن بادوش؟
في العاشر من حزيران عام 2014، وبعد ساعات من سيطرته على مدينة الموصل، اقتحم تنظيم دا ع ش سجن بادوش الواقع غرب المدينة، وقام بإعدام جماعي بحق نحو 600 إلى 670 سجينًا شيعيًا بعد أن قام بفصلهم عن السجناء السنة.
ووفقًا لشهادات ناجين ووثائق دولية، تم اقتياد الضحايا إلى وادٍ قريب من السجن، وتم إطلاق النار عليهم بطريقة ممنهجة، ودفنهم في مقابر جماعية.
المجزرة كانت جزءًا من حملة تطهير طائفي نفذها التنظيم ضد المكونات الشيعية والإيزيدية، وظلت جثامين الضحايا مفقودة لأعوام، وسط وعود رسمية متكررة بفتح الملف والكشف عن مصير الضحايا.
تفاصيل الدفعة الرابعة من الضحايا
ضمن عمليات الاستجابة الرسمية، أعلنت مؤسسة الشهداء اليوم أن هذه الدفعة تُعد الرابعة، وتم التعرف على الضحايا بعد مطابقة الحمض النووي من قبل دائرة الطب العدلي.
عدد الشهداء الذين تم تسليم رفاتهم حتى اليوم: 171 شهيدًا
عدد ضحايا الدفعة الحالية: 20 شهيدًا
أماكن تسليم الجثامين – توزيع حسب المحافظات
تم تسليم الجثامين من خلال مستشفيات ومراكز قضائية إلى محافظات ذوي الضحايا على النحو التالي:
المحافظةعدد الشهداء:
بغداد7
بابل5
صلاح الدين2
البصرة2
النجف، كربلاء، ذي قار، ديالىشهيد واحد لكل محافظة
وجرت مراسيم التشييع بحضور رسمي وشعبي في مقابر نموذجية خُصصت للضحايا، وسط أجواء مفعمة بالألم والاحترام.
رسالة إنسانية وعدلية
أكدت مؤسسة الشهداء ووزارة الصحة أن هذه الخطوة تأتي ضمن مسار العدالة الانتقالية، وحرص الدولة على إغلاق ملف المجزرة نهائيًا، وضمان الاعتراف الرسمي والإنساني بحقوق الشهداء وذويهم.
كما شدد مسؤولو المؤسسة على أن عمليات الكشف والتوثيق لا تزال جارية بالتنسيق مع الجهات المحلية والدولية، وأن هناك دفعات جديدة من الرفات سيتم إعلانها قريبًا.
شهادات وصرخات من ذوي الضحايا
رغم الترحيب بهذه الخطوة، عبّر عدد من ذوي الشهداء ونشطاء حقوق الإنسان عن استيائهم من التأخر في تسليم الرفات، معتبرين أن انتظار أكثر من عشر سنوات كان جرحًا مضاعفًا للعدالة.
قالت أم شهيد من محافظة بابل: "كنا ننتظر حتى عظمة وحدة
ندفنها، واليوم رغم الحزن، شعرنا
أن ابننا عاد إلينا."
إرث المجزرة – مأساة في ذاكرة العراق
مجزرة سجن بادوش تُعد من أبرز جرائم الإبادة الجماعية التي نفذها د ا ع ش، وقد فُتح ملفها دوليًا من قبل منظمات مثل هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة، التي وصفتها بـ"جريمة ضد الإنسانية".
إلا أن الكثير من الجثامين لا تزال مجهولة الهوية، ويواجه فرق البحث تحديات كبيرة منها:
تلوث رفات الضحايا
غياب بيانات دقيقة للحمض النووي
ضعف الدعم الدولي
وأخيرا .
ان هذه المناسبةلتسليم رفات 20 شهيدًا من ضحايا سجن بادوش
العدد الإجمالي للمسلّمين171 شهيدًا
الجهات المنفذةوزارة الصحة، الطب العدلي، مؤسسة الشهداء
المحافظات المستلمة8 محافظات عراقية
الهدفإغلاق ملف المجزرة وضمان حقوق ذوي الشهداء
أبرز التحدياتالتأخر، صعوبات فنية، ضياع هويات
"دفنوا بعد أن ماتت أصواتهم... فهل تُسمع اليوم قضيتهم؟"
هذه الخطوة وإن جاءت متأخرة، إلا أنها تحمل بصيص أمل بأن العدالة مهما طال انتظارها، لا بد أن تُنجز... ولو ببقايا عظام ودموع.