×

أخر الأخبار

عيد الغدير.. يوم الولاية الذي رسّخه العراقيون رسميًا بجهود النائب محسن المندلاوي

  • 15-06-2025, 15:32
  • 235 مشاهدة

أعداد : إيناس الوندي

في الثامن عشر من شهر ذي الحجة، يحتفل ملايين المسلمين حول العالم بـعيد الغدير الأغر، المناسبة التي تجسّد أسمى معاني الولاء والوفاء للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والتي تعود جذورها إلى لحظة تاريخية فارقة، عندما خطب النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في "غدير خم" قائلًا:

 "من كنت مولاه، فهذا عليٌّ مولاه."

ويُعد الغدير عند أتباع أهل البيت عيدًا تتوّج فيه الإمامة، ويُجدد فيه العهد بالقيم التي يمثلها الإمام علي: العدالة، الشجاعة، الصبر، وقيادة الأمة على أساس الحق.
من الغدير إلى الدولة: عطلة رسمية بجهود نيابية وطنية

رغم أن عيد الغدير ظل يُحتفل به شعبيًا لعقود، إلا أن الاعتراف الرسمي به كـعطلة وطنية سنوية جاء نتيجة جهود كبيرة قادها النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي السيد محسن المندلاوي، الذي كان له الدور الأبرز في تضمين هذه المناسبة ضمن قائمة العطل الرسمية.

وقد جرى اعتماد يوم 15 أيار من كل عام عطلة رسمية في العراق بمناسبة عيد الغدير، وذلك كخطوة تاريخية تعكس احترام الدولة للمناسبات الدينية لمكوناتها، وتعزيزًا للتعددية والهوية الدينية في البلاد.
 مظاهر الفرح في عموم العراق

في الجنوب والوسط، ومدن مثل بغداد، النجف، الكوت، ديالى، السليمانية، وخانقين، تتنوّع الفعاليات الاحتفالية في عيد الغدير وتشمل:

مواكب ومسيرات رمزية.

إنشاد البيعة للإمام علي.

تزيين الشوارع برايات خضراء.

توزيع الأطعمة والحلوى.

إقامة الخطب والمجالس الدينية.

خانقين.. احتفال فيلي بنكهة الأصالة

في مدينة خانقين، حيث تقطن عائلات الكورد الفيليين، يأخذ عيد الغدير طابعًا مميزًا، إذ تُقام مجالس خاصة تُقرأ فيها المديح والمواعظ باللغتين العربية والكردية، وتُحضّر مأكولات تقليدية فيلية، وتتبادل العوائل التهاني في أجواء يسودها الودّ والانتماء.

ويُنظر إلى الإمام علي في هذه المناطق على أنه رمز للمظلومية والمقاومة، وقائدٌ صالح يمثل تطلعات الناس في العدل والكرامة.

عيد الغدير.. رسالة لكل العصور

لا ينحصر الغدير بحدود المناسبة الدينية، بل يحمل في طيّاته رسالة اجتماعية وإنسانية تتعلق بـ:

القيادة العادلة.

نصرة المظلوم.

الالتزام بالمبادئ.

تعزيز وحدة الأمة في وجه التفرقة.

ويأتي قرار الاعتراف بعيد الغدير كعطلة رسمية ليُسلّط الضوء على أهمية تمكين الهويات الثقافية والدينية داخل العراق، واحترام المناسبات التي تُعبّر عن ضمير الناس وعقيدتهم.

كل عام والعراقيون على درب العدل والولاء سائرون، وفي ظلال الإمام علي عليه السلام مستنيرون.