×

أخر الأخبار

تاريخ ناحية زرباطية "إناء الذهب" على الحدود العراقية الإيرانية

  • 18-05-2025, 14:32
  • 924 مشاهدة

أعداد .ايناس الوندي

تقع ناحية زرباطية في محافظة واسط، ضمن قضاء بدرة، وتبعد نحو 18 كيلومترًا شمال شرقي مدينة بدرة، وتُعد من أبرز المنافذ الحدودية بين العراق وإيران، حيث يقابلها من الجانب الإيراني مدينة مهران في محافظة إيلام.

الجغرافيا والسكان

تتميز زرباطية بموقع جغرافي استراتيجي، حيث يمر بها نهر الكلال الذي يقسمها إلى قسمين.  تبلغ مساحتها حوالي 320 ألف دونم، وتحيط بها تلال وجبال زاكروس، مما يمنحها طبيعة خلابة ومناخًا معتدلًا.  يسكنها غالبية من الأكراد الفيليين، إلى جانب العرب، وقد شهدت تغيرات ديموغرافية على مر العقود.

التاريخ والأحداث البارزة

التسمية: يُعتقد أن اسم "زرباطية" مشتق من "سوراباط" أو "زوراباط"، وهناك مدن قريبة في الجانب الإيراني تحمل أسماء مشابهة، مثل "أمير آباد" و"رضا آباد"، مما يشير إلى جذور تاريخية مشتركة.

الحرب العراقية الإيرانية: خلال الحرب (1980-1988)، كانت زرباطية مسرحًا للقتال، حيث تعرضت لقصف مكثف، مما أدى إلى تدمير بساتينها ومنازلها، وهجرة سكانها.  تحولت المدينة آنذاك إلى "مدينة أشباح"، وظلت تعاني من آثار الحرب لفترة طويلة.

المنفذ الحدودي: يُعد منفذ زرباطية من أهم المنافذ بين العراق وإيران، حيث يشهد حركة تجارية نشطة، خاصة خلال المناسبات الدينية مثل زيارة الأربعين، حيث يعبره آلاف الزوار الإيرانيين.

الاقتصاد والموارد

كانت زرباطية تُعرف سابقًا بـ"ناحية الذهب" نظرًا لخصوبة أراضيها الزراعية، حيث كانت تنتج التمور والفواكه وتصدرها إلى مختلف المدن العراقية.  كما تحتوي على موارد طبيعية مثل الجبس والملح، والتي تُعد من أجود الأنواع في العراق.

التحديات الحالية

رغم موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية، تواجه زرباطية تحديات عدة، منها:

تقلص المساحات الزراعية: بسبب شحة المياه ووجود حقول الألغام، تقلصت المساحات الزراعية المستغلة إلى أقل من 20% من الأراضي الصالحة للزراعة.

البنية التحتية: تعاني المدينة من ضعف في البنية التحتية، حيث تحتاج إلى تطوير في مجالات الكهرباء والمياه والطرق.

آفاق المستقبل

تسعى الحكومة العراقية إلى إنعاش الاستثمار في زرباطية، من خلال تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات، مما قد يسهم في إعادة الحياة إلى هذه الناحية التاريخية.

زرباطية، برغم ما مرت به من تحديات، تظل رمزًا للصمود والتاريخ العريق، وتستحق الاهتمام لإعادة إحياء دورها الاقتصادي والثقافي في العراق