×

أخر الأخبار

خانقين تحيي ذاكرتها الثقافية: أول مهرجان فلكلوري يلامس وجدان المدينة

  • 26-04-2025, 13:22
  • 100 مشاهدة

خانقين - ايناس الوندي
 
في مشهدٍ خطف الألباب، اكتسى متنزه كلات في خانقين بحلةٍ فلكلورية نابضة بالألوان والألحان التقليدية، مع انطلاق فعاليات مهرجان خانقين الفلكلوري 2025، أول حدث من نوعه في القضاء. على وقع الطبول والزَرنات، تلاقت الأجيال في كرنفال احتفائي استعاد تراثًا كان مهددًا بالنسيان.

"نحن لا نُقيم مهرجانًا فقط، بل نعيد بناء ذاكرة المدينة" بهذه الكلمات افتتح مدير الثقافة والفنون في خانقين فعاليات المهرجان الذي جاء برعاية المديرية العامة للثقافة والفنون في إدارة كرميان، وبدعم خاص من وزارة الثقافة والشباب في إقليم كوردستان.

الاحتفاء بالهوية عبر الأزياء والرقصات

دعت اللجنة المنظمة الزوار والمشاركين إلى ارتداء الملابس الفلكلورية المحلية، في محاولة واعية لإحياء تفاصيل الحياة اليومية لأهالي خانقين قديماً. تجوّل الزائرون بين أجنحة المهرجان، حيث تناثرت رائحة الأطعمة الشعبية من أفران الطين، واصطفت المصنوعات اليدوية المتمثلة بالسجاد والمطرزات والفخار، شاهدةً على مهارة اليد الخانقينية.

أما الساحات فكانت مسرحًا حيًا لعروض الدبكة الكردية والعربية، وسط تصفيق الحاضرين الذين غصّت بهم جنبات المتنزه.

تنوع المشاركين... ورسالة واحدة

شارك في المهرجان فِرَق فنية من خانقين، مدن عراقية أخرى، وإقليم كوردستان، إضافة إلى فنانين قادمين من إيران. كما شهد حضور شخصيات رسمية بارزة، أبرزهم وزير الثقافة والشباب في إقليم كوردستان، إلى جانب مسؤولي الإدارة المحلية ونخب ثقافية وأدبية من مختلف أنحاء البلاد.

"وجودنا هنا رسالة وحدة قبل أن يكون استعراضًا ثقافيًا"، يقول أحد المشاركين من بغداد، مضيفًا: "خانقين بتنوعها تحتضن العراق كله."

فعاليات غنية ومضمون عميق

تنوّعت أنشطة المهرجان بين:

عروض فلكلورية راقصة وموسيقية.

معارض فنية للحرف اليدوية والتراثية.

ندوات حوارية عن حماية التراث الثقافي في مواجهة العولمة.

جناح خاص لتكريم شخصيات أثرت المشهد الثقافي المحلي.

لم يغب عن المهرجان طابع السوق الشعبي، حيث بُنيت أجنحة تقليدية عرضت منتجات غذائية وصناعات شعبية استحضرت أجواء الأسواق القديمة.
خلفية ثقافية عريقة

تُعد خانقين واحدة من أقدم مدن ديالى، وتمتاز بتركيبتها السكانية الغنية التي تجمع بين الكرد والعرب والتركمان. وقد تعرض تراثها، على مدار عقود، لتحديات سياسية واجتماعية كادت أن تطمس معالمه. لذا جاء المهرجان كتأكيدٍ على أن الثقافة تظل صامدة أمام رياح التغيير.

آفاق مستقبلية
في ختام الفعاليات، أعلنت الجهات المنظمة أن مهرجان خانقين الفلكلوري سيُعتمد كمناسبة سنوية ثابتة ضمن الأجندة الثقافية للإقليم، مع خطط لتوسيع نطاق المشاركة الدولية مستقبلاً.

"هذا ليس مجرد احتفال عابر، بل بداية مشروع ثقافي طويل الأمد"، قالت إحدى المنظمات، مشيرةً إلى أن الاستثمار في الثقافة بات اليوم أحد أنجع أساليب مقاومة التفكك الاجتماعي.
ختاما.
وسط أغصان أشجار كلات العتيقة، وبين أصوات الطبول وعبق التاريخ، بدت خانقين وكأنها تستعيد شبابها الثقافي، رافعةً شعارًا بسيطًا وعميقًا في آن:
"من يملك ماضيه... يصنع مستقبله."