×

أخر الأخبار

عشرون عاماً على انتخاب جلال طالباني رئيساً لجمهورية العراق... لحظة مفصلية في تاريخ الدولة العراقية الحديثة

  • 6-04-2025, 10:45
  • 89 مشاهدة


ايناس الوندي .تنوع نيوز

6 نيسان 2025 – بغداد


في مثل هذا اليوم، السادس من نيسان عام 2005، شهد العراق لحظة مفصلية في تاريخه السياسي الحديث، حين انتُخب الراحل جلال طالباني رئيساً لجمهورية العراق الفيدرالي، ليصبح أول رئيس كوردي في تاريخ البلاد، في خطوة اعتُبرت حينها تتويجاً لمسار التحول الديمقراطي عقب سقوط النظام السابق.


جاء انتخاب طالباني خلال الجلسة الرابعة للجمعية الوطنية الانتقالية، المنعقدة في قصر المؤتمرات ببغداد، برئاسة الدكتور حاجم الحسني، وبحضور غالبية أعضاء الجمعية. وقد جرت مراسم الانتخاب وسط أجواء مشحونة بالأمل والتحديات، حيث كانت البلاد تشهد مرحلة انتقالية حساسة، ترافقت مع صياغة الدستور وبناء مؤسسات الدولة الجديدة.

طالباني، الملقب بـ"مام جلال"، لم يكن مجرد رئيس للجمهورية، بل كان رمزاً للوحدة الوطنية وصوتاً داعماً للحوار والتوافق بين مكونات الشعب العراقي. امتاز بخطابه المتوازن وشخصيته الجامعة، ولعب دوراً محورياً في تهدئة الأزمات السياسية المتكررة، وساهم في ترسيخ مبادئ التعددية والديمقراطية.



عرف عن جلال طالباني رفضه القاطع لسياسات النظام الدكتاتوري البائد بقيادة المقبور صدام ، حيث ناهض نظامه القمعي منذ بداياته، وحاول بكل الطرق النضال من أجل استقلال القرار الكوردي وحقوق الكورد السياسية والقومية. وكان طالباني من أوائل الشخصيات التي كشفت للعالم جرائم النظام ضد الشعب الكوردي، وعلى رأسها حملات التهجير والتعذيب والقتل الجماعي، بما في ذلك عمليات الأنفال السيئة الصيت، التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء الكورد..

خلال ولايتيه (2005-2010، و2010-2014)، سعى طالباني إلى ترسيخ مفهوم الفيدرالية، والانفتاح على المحيطين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى دعم جهود المصالحة الوطنية، رغم صعوبة المرحلة وتعقيداتها.

وبعد مرور عشرين عاماً، لا يزال العراقيون، بمختلف أطيافهم، يستذكرون تلك اللحظة التاريخية وما تبعها من أحداث، ويستحضرون تجربة طالباني باعتبارها واحدة من المحطات المضيئة في تاريخ العراق ما بعد 2003.

في الذكرى العشرين لهذا الحدث، تتجدد الدعوات إلى استلهام روح الحوار والتوافق التي جسدها الراحل، والتمسك بالوحدة الوطنية كركيزة أساسية لبناء عراق مستقر وآمن.