أعداد . ايناس الوندي
تعد العيدية من أبرز العادات الاجتماعية التي تميز الأعياد في العديد من الدول العربية والإسلامية، حيث تُعتبر هدية نقدية تُمنح عادةً للأطفال أو الأقارب في أيام عيد الفطر وعيد الأضحى. وتعود جذور العيدية إلى التقاليد الإسلامية، حيث كان الأغنياء يقدمون المساعدات المالية للمحتاجين والفقراء بمناسبة الأعياد، وذلك في إطار التكافل الاجتماعي الذي يميز المجتمع الإسلامي.
أصل العيدية
يرجع أصل العيدية إلى العادة المتبعة في التوزيع المالي للفقير في العيد. في الماضي، كانت العيدية تعبيرًا عن الفرحة بالعيد، وهي محاولة لإعطاء الأطفال فرصة للاحتفال بعيدهم بالمال الذي يمكنهم شراء ما يرغبون به. وفي الوقت نفسه، كانت العيدية وسيلة للتعبير عن الكرم والمساعدة للمحتاجين.
ومع مرور الوقت، تطورت العيدية لتصبح هدية رمزية تُمنح للأطفال من الأهل والأقارب، ما يساهم في تعزيز روابط التواصل الاجتماعي بين أفراد العائلة والمجتمع.
عادات أهل بغداد في العيدية
في بغداد، تعد العيدية جزءًا من عادات العيد المميزة. فمع صباح يوم العيد، يبدأ الأطفال في زيارة أقاربهم أو استقبالهم في منازلهم للحصول على العيدية. وفي الغالب، يحرص الكبار في بغداد على منح الأطفال مبالغ مالية صغيرة، التي تختلف قيمتها حسب الوضع الاجتماعي لكل عائلة.
وتتميز العيدية في بغداد بحالة من البهجة، حيث يعتني الناس بتقديم المبالغ المالية بشكل لائق، في أجواء من الحب والفرح. كما يرافق ذلك عادة تقديم الحلويات والتمور للأطفال. وتعتبر العيدية في بغداد عنصرًا أساسيًا في تعزيز العلاقات العائلية، حيث يتبادل الأفراد التهاني والبركات في جو من السعادة.
عادات الكورد في العيدية
أما لدى الكورد، فتعد العيدية جزءًا من الاحتفالات التقليدية التي يتميز بها المجتمع الكوردي. في كردستان العراق، يتبع الكورد عادات مشابهة، حيث يتم منح العيدية للأطفال كنوع من التقدير والفرح بمناسبة العيد.
عادةً ما يتجمع العائلات الكوردية في بيوتهم في صباح العيد، ويتم منح العيدية في أجواء من الفرح الجماعي. كما يُعطى الأطفال عادةً المبالغ المالية التي يختلف مقدارها حسب الوضع الاجتماعي للعائلة. لكن تختلف العيدية في الاحتفالات الكوردية، ففي بعض المناطق، يتم توزيع العيدية على أفراد العائلة الأكبر سناً أيضًا، ويتم تقديم الهدايا بجانب المال للأطفال.
كما تميز العيدية في المجتمع الكوردي بحضور بعض الأطعمة التقليدية مثل الخبز الطازج والحلويات الخاصة بالعيد، ما يضيف مزيدًا من الفرح والدفء للعلاقات العائلية.
الختام
في النهاية، تظل العيدية جزءًا من التراث الاجتماعي الذي يعزز الروابط العائلية والمجتمعية في بغداد وكردستان العراق. وهي تمثل مبادرة كريمة تساهم في نشر الفرح والمودة بين أفراد المجتمع، وتجسد الاحتفال الحقيقي بعيد الفطر وعيد الأضحى بشكل يعكس قيم التعاون والتكافل التي تعد جزءًا أساسيًا من الثقافة العربية والإسلامية.