×

أخر الأخبار

حتى لا نذبح كالنعاج..!

  • 18-08-2020, 15:34
  • 502 مشاهدة
  • عمار محمد طيب العراقي

بدءا لابد من القول؛ أن مستوى صبر العراقيين على تحمل كل هذه الأهوال التي مرت وتمر بهم، فاق كل المستويات التي وصلها بشر غيرنا في هذا الكوكب ، ولم يسجل التاريخ أن شعبا كشعب العراق يذبح في كل ثانية، ولكنه مصر على أن يمضي بالحياة بمن تبقوا الى أمام!
 في هذا الصدد، وفي محاولة للبحث عن أسباب إستمرار مطحنة الموت والفشل والخسارة والخذلان، تعمل بكل هذا الزخم والقوة، طيلة السنوات السبعة عشر المنصرمة، يحق لنا القول متسائلين: ومتى كانت تلك المطحنة متوقفة قبل سقوط صدام ونظامه حتى نتحدث عن هذه السنوات  السبعة عشر فقط..! وسيقودنا هذا التساؤل المفتوح الى عدد كبير من الأسئلة؛ التي تتزاحم فيما بعد، منحية الإجابات، لأن الأسئلة تتحول الى كم هائل من المعطيات، التي نعرف جميعا الإجابات المفترضة عنها، ولكننا سنعيد في كل مرة الأسئلة ذاتها، ليس لأن الإجابات ليست مقنعة، ولكننا نسأل فقط لإشفاء الغليل ليس إلا!..
هل كان يمكن أن نتصور أننا سنبني بلدا ديمقراطيا بلا دماء وتضحيات؟ والإجابة طبعا ستكون نفيا، لأن لا أحد سيتخلى عن سلطانه طوعا، إذ سيقاوم ويقاتل للإبقاء على وضعه الاستثنائي في الزمن الاستثنائي، وهذا بالضبط ما حصل مع الطاغية صدام وما بعده من زمن رديء، وما  يحصل اليوم وسيحصل غدا..
إن الإرهاب ليس أشباحا غير معروفة، ولا جماعات منعزلة في الصحراء تغير على تخوم المدن، بل هم  بيئة متكاملة هرمية التكوين وكل له دور، ومثله شريكه في محنتنا المستدامة "الفساد"..
توأم الإرهاب والفساد من لحم وشحم ودم وعظم، هم رجال ونساء، بعضهم دخل أجهزة الدولة، للحصول على مواقع تخدم معركته..بعضهم شارك بالعملية السياسية ليوفر الغطاء لمقاتليه، بعضهم الآخر أنجز بنية إعلامية، تروج لقيمه ومبادئه وتسوغ جرائمه،
بعضهم الآخر تقمص دوما ثوب الضحية، مؤلبا الرأي العام المحلي والإقليمي ضد الوضع الجديد والعملية السياسية، وبما يخدم قضيته الأساسية؛ المتمثلة برغبة جامحة للبقاء أسيادا الى الأبد..
بعضهم تغلغل في المنظومة الأمنية، مستخدما إياها وسيلة لضربنا في عقر دارنا وفي خاصرتنا، بعضهم كان في المنظومة القضائية والعدلية، معرقلا كل إجراءات تقاضي الضحايا ضد المجرمين..لكن الأخطر فيهم هو الذي أنشأ علاقات مع المحتل الأمريكي، وصلت الى حد التحالف الإستراتيجي..
هذه هي عناصر معركتنا التي جرت وتجري فصولها الدموية على طول وعرض العراق، والغاية أن يتم تشتيت جهدنا، لبناء دولة الأمل التي وُعدنا بها لأننا نستحقها لإمتلاكنا كافة مقوماتها..
إذا وعينا طبيعة هذه المعركة بكل دقائقها سننتصر بسهولة، لكن إذا بقي واحد، وواحد فقط يغرد خارج سربنا، ويهون من دمائنا ولا يحترمها يتعين أن لا نتهاون معه، وأن نضعه في خانة الأعداء مع أنه "يرتدي" جلدا مثل جلدنا..
إجمعوا امركم على أمرواحد، وتلمسوا الطريق من تراث كبير تركه فيكم أهل بيت العصمة صلواته تعالى عليهم أجمعين..
استعير لكم فقرة من خطاب السيد البيروتي  بتاريخ 15/8/2013 علكم تتعضون:
“نحن من نحسم المعركة ونوقت نهاية كل معركة، وكما انتصرنا في كل حروبنا مع إسرائيل إذا أردتم دخول المعركة معكم بكل قوة فأقول للكل أننا سننتصر في المعركة ضد الارهاب التكفيري، ستكون المعركة مكلفة نعم، لكن اقل كلفة من أن نُذبح كالنعاج وان ننتظر القتلة ليأتوا الى عقر دارنا”.
وصلت الرسالة يا قادة الشيعة أم لم تصل؟!
شكرا
17/8/2020