بغداد .تنوع نيوز
حول ذكرى انطلاق الفتوى المباركة
لم يكن صيف العراق في عام 2014 عادياً، حيث كانت الظروف في ذلك الوقت مفعمة بالتوتر والخوف، في ظل تهديد تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يهدد أمن العراق واستقراره. كان الشعب العراقي يعيش حالة من القلق الشديد، والمدن على شفا الهاوية. وفي تلك اللحظات المصيرية، انطلقت الفتوى المباركة من المرجعية الدينية العليا.
الفتوى المباركة
أصدرت المرجعية الدينية العليا في العراق، في اللحظات الحرجة من تاريخ البلاد، فتوى تدعو الشعب العراقي إلى الجهاد لمواجهة خطر داعش. هذه الفتوى لم تكن مجرد كلمات، بل كانت نداءً تاريخياً استجاب له الشعب من جميع الطوائف والمذاهب. الفتوى كتبت بدماء الأنبياء وآهات الأمهات الثكالى، وكانت تعبيراً عن رفض الظلم والخذلان.
حيث نشر موقع الحشد الشعبي هذا البيان في ذكراه وجاء فيه:
"لم يكن صيف العراق في ذلك العام عادياً، كانت الريح تلفح وجوه الناس بحرارة لاهبة، وكأنها تستشعر الغضب الذي يعتمل في صدورهم، وكانت السماء فوق المدن والأزقة تحبس أنفاسها مترقبة ما سيحدث. كانت الأرض تئن تحت وطأة الخطر الداهم، والمدن على شفا الهاوية، حينها جاء النداء…
كان النداء فتوى انطلقت من منبر الحق، فتوى كتبت بدماء الأنبياء، وخُطّت بآهات الأمهات الثكالى، ونُسجت من نداءات التاريخ الذي رفض الظلم والخذلان. في تلك اللحظة التي ارتفعت فيها الفتوى كصوت صارخ في برية الخوف، اهتزت القلوب، واستيقظت العزائم، وبدأت ملحمة لم يعرف لها العراق مثيلاً منذ عقود."
الاستجابة السريعة
وبالفعل، لا يمكن نسيان ذلك اليوم وذلك النداء التاريخي، حيث لم تمر دقائق معدودات حتى بدأت الأحياء والقرى والنجوع تتفاعل مع الصوت القادم من المرجعية الدينية العليا. فجأة، امتلأت الشوارع والجوامع بالحشود، وكأنها يوم الحشر.
تشكيل الحشد الشعبي
هذه الاستجابة السريعة كانت بداية لتشكيل الحشد الشعبي، الذي ضم مئات الآلاف من المتطوعين الذين انخرطوا في مواجهة داعش. تلك اللحظة التاريخية كانت نقطة تحول حاسمة في مسار الحرب ضد التنظيم الإرهابي.
التأثير العميق للفتوى
كانت الفتوى المباركة بمثابة ملحمة تاريخية محفزة للعزائم والروح الوطنية في الشعب العراقي. ليس فقط لأنها جمعت الشعب في موقف واحد، بل لأنها كانت أداة لإعادة الأمل وتحفيز الشعب على الوقوف ضد الخطر، وإعادة بناء الهوية الوطنية. تلك الفتوى أسست لحركة مقاومة في العراق لا مثيل لها في تاريخ البلاد.
ختاماً
بعد أكثر من عقد من الزمن على انطلاق الفتوى المباركة، يظل الشعب العراقي يذكر الفتوى كأحد أهم اللحظات الحاسمة في تاريخ العراق المعاصر. فقد كان لها الفضل الكبير في تحقيق الانتصار على تنظيم داعش، وإعادة بناء الهوية الوطنية، فضلاً عن تعزيز وحدة الصف بين العراقيين في مواجهة التحديات الكبرى التي تعرض لها وطنهم.
هيئة_الحشد_الشعبي
#ذكرى_انطلاق_الفتوى_المباركة
