"المرأة العراقية خلف المقود: بين حق القيادة وسخرية المجتمع"
مشاركة عبر:
3-02-2025, 13:49
127 مشاهدة
.
ايناس الوندي .تنوع نيوز
في السنوات الأخيرة، شهد العراق تحولًا ملحوظًا في دور المرأة، حيث أصبحت حاضرة بقوة في مختلف المجالات، من السياسة إلى الاقتصاد والإعلام. لم تعد المرأة العراقية مجرد متفرجة، بل أصبحت جزءًا فاعلًا في إدارة الدولة، تشغل مناصب حكومية، وتشارك في صناعة القرار، وتقود مشاريع مجتمعية وتنموية
ورغم هذا التقدم، إلا أن العقبات الذكورية لا تزال قائمة، فالمجتمع العراقي يعاني من ظواهر متجذرة تحد من استقلالية المرأة، مثل التمييز في القوانين، والعنف الأسري، وضغوط العادات والتقاليد، التي تفرض عليها دورًا تابعًا للرجل.
المرأة في مراكز السلطة.. إنجازات حقيقية أم ديكور سياسي؟
اليوم، تشغل العديد من النساء مناصب سياسية وبرلمانية، لكن التحدي الحقيقي يكمن في مدى استقلالية قراراتهن. إذ بات واضحًا أن بعض النساء اللواتي يصلن إلى المناصب الرفيعة يتم استغلالهن كأدوات سياسية من قبل جهات نافذة، فيما يعرف بـ"ظاهرة البلوكرات السياسية"، حيث يتم تقديم شخصيات نسائية في المشهد السياسي دون أن يكون لهن تأثير حقيقي، بل يتم توظيفهن كواجهة لصراعات داخلية أو أجندات حزبية.
العنف والاضطهاد.. وجه آخر لمعاناة المرأة العراقية
في الوقت الذي تناضل فيه المرأة العراقية من أجل تعزيز دورها في المجتمع، لا تزال تعاني من العنف بأشكاله المختلفة، بدءًا من العنف الأسري، مرورًا بالتحرش في أماكن العمل، وصولًا إلى القوانين التي تكرس التمييز ضدها. تفشي حالات قتل النساء بذريعة "غسل العار"، والضغوط الاجتماعية التي تجبرهن على الخضوع لعادات بالية، تشكل عائقًا حقيقيًا أمام تحقيق المساواة.
قيادة المرأة.. هل أصبحت مشكلة في العراق؟
مؤخرًا، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة ساخرة تُظهر امرأة تقود سيارتها بسعادة، مرفقة بتعليقات تزعم أن "ازدحام بغداد سببه زيادة عدد النساء السائقات". ورغم أن هذا التصريح لا أساس له من الصحة، إلا أنه يعكس نظرة المجتمع إلى المرأة، حيث يتم تحميلها مسؤولية مشكلات لا علاقة لها بها، لمجرد أنها تحاول ممارسة حقها الطبيعي في القيادة.
في الحقيقة، تعود الازدحامات المرورية في بغداد إلى أسباب عديدة، مثل ضعف البنية التحتية، وزيادة عدد المركبات، وسوء التخطيط العمراني، وليس بسبب قيادة النساء، التي لا تزال أقل بكثير من نسبة الرجال السائقين.
المرأة العراقية.. بين التحرر والقيود
رغم كل التحديات، تستمر المرأة العراقية في إثبات قدرتها على تجاوز العقبات، سواء من خلال التواجد في مواقع صنع القرار، أو من خلال كسر الحواجز الاجتماعية التي فرضتها العادات الذكورية. ومع ذلك، لا يزال الطريق طويلًا أمام تحقيق المساواة الكاملة، حيث يتطلب الأمر تغييرات قانونية ومجتمعية حقيقية، تحرر المرأة من القيود المفروضة
عليها، وتمكنها من لعب دورها الكامل في بناء العراق الجديد.