في عام 1961، وفي حادثة تاريخية غير مسبوقة، اضطر الطبيب السوفيتي ليونيد روجوزيف إلى إجراء عملية إزالة الزائدة الدودية لنفسه بعد أن تعرض لالتهاب حاد في الزائدة وهو في محطة أبحاث روسية في القارة القطبية الجنوبية، حيث كان الطبيب الوحيد بين 13 شخصًا موجودين في المكان.
كانت محطة الأبحاث، التي تقع في ظروف قاسية في قلب القارة القطبية الجنوبية، تفتقر إلى الموارد الطبية الضرورية، وكان روجوزيف يواجه وضعًا مأساويًا حين بدأ يعاني من أعراض التهاب الزائدة الدودية. استمرت الأعراض لمدة 24 ساعة، وكان الخيار الوحيد أمامه هو إجراء العملية الجراحية لنفسه، خصوصًا وأنه كان الطبيب الوحيد في الموقع.
العملية الجراحية
تحت تأثير البنج الموضعي، بدأ روجوزيف العملية التي استغرقت ساعة و45 دقيقة. ومع نقص الأيدي العاملة المتخصصة، اعتمد على مهندس ميكانيكي وعالم طقس في مساعدته. كان دور المهندس والعالم يتمثل في مناولة الأدوات الجراحية له، بالإضافة إلى توجيه مرآة صغيرة ليتمكن من رؤية مكان الجرح. ورغم الظروف الصعبة، أجريت العملية بنجاح.
العملية كانت ناجحة، واستطاع روجوزيف النجاة من تلك التجربة القاسية. وظل على قيد الحياة حتى وفاته في عام 2000م. وقد أصبحت أدواته الجراحية التي استخدمها في تلك العملية جزءًا من مقتنيات متحف في سان بطرسبورغ، لتبقى شاهدًا على هذه الحكاية الاستثنائية في تاريخ الطب.
تظل قصة ليونيد روجوزيف مثالًا حيًا على الإصرار والإبداع البشري في مواجهة المستحيل. في عالم يعج بالتحديات، أثبت الطبيب السوفيتي أن البقاء على قيد الحياة يتطلب ليس فقط المهارات الطبية، ولكن أيضًا القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة.