×

أخر الأخبار

مخطط أميركا المنكسر

  • 30-09-2024, 14:37
  • 137 مشاهدة
  • محمد صادق الهاشمي

محمد صادق الهاشمي

29-أيلول-2024 
منذُ اغتيالِ الشهيد قاسم سليماني حتى الآن، وبعد متابعة الأحداث، ورصْد الإعلام الغربي، ومراكز الدراسات الصهيونية، يظهر أنَّ المخطط الأميركي والخليجي والأوروبي ـ بعد أن أدرك تنامي خط المقاومة وفرْض وجوده ـ أصبح حقيقةً على الأرض. هذا الخط المقاوم يسيطرُ ويغيِّر ويتناغمُ ويقاتلُ، مما يربك العدوَّ، ويحطِّم أحلامه التي بناها على مدى عقود، ظانًّا أنه تمكَّن من فرض سيطرته إلى الأبد على مقدَّرات المسلمين بالبطش والقوة؛ كل هذه الأوهام دفعته إلى التفكير على وفق الآتي:

1- المحور الصهيوني يتجه نحو سياسة الحرب الذكية، وحرب التقنيات التي تمكنهم من الاغتيالات، مغادرًا الحرب التقليدية؛ لإفراغ الميادين من القيادات، لكنه في نهاية المطاف، يجد أنَّ المقاومة لا تتراجع، ولا يمكنه أن يعود حاكمًا وسيِّدًا في المنطقة، فقد جرَّب حروب الاغتيالات، ومارس كل تقنياته من قَبلُ، وها هو الآن محاصَر وعالق في قبضة المقاومة.

2- يمارس المحور الصهيوني أبشع الجرائم لتدمير البنية التحتية والاجتماعية لمحور المقاومة، في حرب قررها الغرب، إذ يمارسها عمليًّا، بينما يدَّعي خلافَ ذلك ظاهرًا بمراوغة خبيثة ومكْرٍ على وفق سياسة (العصا والجزرة). لكن المقاومة تدرك خبثه إدراكًا، وتَعدُّ العُدَّة لمواجهته في كل ميادين محور المقاومة، مهما كان الثمن، وليس أدلّ على ذلك من توصيف الإمام الخامنئي لهم في بياناته.

3- يسير المحور الصهيوني على وفق قائمة معلومات، إذ يستهدف القيادات المؤثِّرة، وقد حقق بعض النجاح في ذلك، لكنه أخفق في إنهاء المقاومة، أو تفكيك منظومتها العسكرية، فما زال -مع كل ممارساته- يجد أنَّ الأرض تظل مُلكًا للمقاومة، كما أكَّد الإمام الخامنئي بقوله: «لا يمكن لأميركا تفكيك بنية المقاومة».

4- تعتمد أميركا والغرب على حرب المخابرات أكثر من الحروب التقليدية، لكن لبنان وغَزَّة لا تزالان بيد الشرفاء، وما زال العدو الصهيوني يعيش بلا استقرار، وهو في تراجع، سواءٌ أطال الزمن أم قصر، وهذا البطل يحيى السنوار، يتحدى العدو، بينما المقاومة تضرب متى أرادت، تدعمها فتاوى المرجعيات الدينية.

5- يسعى العدو في الإعلام إلى إحداث اختلالات في الأنظمة السياسية للمحور الشيعي المقاوم، ويكيل التهم لإيران، أو يسعى لخلق التفكك في الأيديولوجيا داخل المجتمعات الشيعية الحاضنة للمقاومة؛ ليشكِّل ضغطًا عليها، لكنه جرَّب هذا مرارًا، وكانت النتيجة أنه ما زال محاصَرًا، في الوقت الذي تتمدد فيه مساحة المقاومة من البحر المتوسط إلى الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي، ولا يمنع نزيفُ الدماء رفعَ راية المقاومة.

6- يخطط العدو لحربٍ استنزافية طويلة الأمد، تكون غير مكلفةٍ له، أو تتسم بخسائر مادية ذات ثمار في المعادلات التي يرسمها، لكن الحسابات الدقيقة تشير إلى أنَّ إسرائيل محاصَرة، ولم تحقق نصر الاستقرار، ولا شيء بيدها سوى استهداف المدنيين الأبرياء، وهذا هو قدر الأبطال والشرفاء، فقد انتهت إلى الأبد حروب العرب، التي كانت ليست إلا قتالًا بفرقة موسيقية.

7- يركِّز العدو كل جهوده على (غرب آسيا)، بعد أن غادره إلى شرق آسيا؛ لمواجهة الصين فصعودًا إلى وروسيا (أوراسيا)، ومع مرور الزمن، سيُضطر للانكفاء والتراجع في الشرق، بفعل عوامل الثبات ومواقف المراجع العظام.

8- يسعى المحور الغربي إلى إقناع المحيط العربي التطبيعي بتعزيز خطوات التطبيع (الخيانة)، ويجد في ذلك جدلًا لإقناع الخليج وحلفائه، أنه قادر على توفير الحماية لهم باغتيال القادة المقاومين، لكن الحقيقة تقول: إنَّ إسرائيل ما زالت محاصَرة ومكشوفة أمام صواريخ الأبطال ومُسَيَّراتهم، فكيف يمكنها حماية الدول الخليجية الواهنة، التي تتفكك دولها العنكبوتية، بصاروخ واحد؟

9- تسعى أميركا لتحقيق هدفين مزدوجين: 
الأول: حماية الكيان الغاصب. 
الثاني: استعادة قطبيتها الأحادية. 
    من يتأمل في بحر المشكلات التي تواجهها أميركا، والحروب والجبهات المتعددة التي فُتحت عليها؛ يدرك أنها غارقة في تحديات عميقة أغرقها بها الروس والصينيون، زيادة على تحديات دول القارة اللاتينية وكوريا الشمالية، وآخرها المحور القطبي المقاوم، فضلًا عن أولى سلسلة الصفعات التي وجهتها إليها الجمهورية الإسلامية وعلَّمت العالم أنَّ أميركا (نمرٌ من ورق).

10- تعمل أميركا على نشر قناعات محبطة حول محور المقاومة، إلا أنَّ الموقف الشيعي، لم يسجل في التاريخ، منذ ثورة الإمام الحسين (ع)؛ سوى النصر والظهور المهدوي.

 11- يخطط العدو لإقناع بعض الأنظمة السياسية الشيعية بالحياد، ومعارضة المنهج الثوري، ومع ذلك، فإنَّ المقاومة اليوم تمتد بحجم المحيط الإقليمي، ولا يوجد خلاف أو اختلاف بين الأنظمة السياسية والمقاومة، وتتجه الأيام نحو تعزيز التنسيق بين هذه الأنظمة والمقاومة.

12- تسعى أميركا إلى رَبْك المحور الشيعي المقاوم، بفرض ظروف اجتماعية صعبة تخلق واقعًا ضاغطًا على المقاومة، باعتماد سياسة التدمير، وزيادة عدد الشهداء والمهجرين والفقراء، ذلك بتدمير المدن والمنازل والأحياء والاقتصاد، ومع محاولاتها العديدة لرَبْكنا بتنظيمات مثل (داعش والقاعدة)، إلا أنَّ الشيعة خرجوا بنصر مؤزَّر، ونهضت القواعد الموالية للولاية والمرجعية؛ لتؤسس الحشد الشعبي المبارك.

13- تسعى أميركا إلى منع المنظومات الدولية من تقديم حلول حقيقية، وفرض استسلام الآخرين لقراراتها، إذ ترغب في إيصال المجتمع الدولي إلى التفرُّد بحلولها، وجعل الآخرين يذعنون لإملاءاتها، حتى تتبلور سمات النظام الدولي الجديد بعد (طوفان الأقصى) الذي تعتمد عليه أميركا! لكننا نقول لها: كل النظام الدولي تحت أقدام الأبطال المقاومين، حيث نستمد شرعيتنا من المرجع السيستاني الذي وصف المقاومة بالأبطال، ومن ولي الفقيه الذي يوجب الجهاد ويَعِدُ بالنصر.

14- لقد أخفقت أميركا من قَبْل في حروبها ضدًّا من حزب الله، وهُزِمت في سورية والعراق، وهربت من أفغانستان… والآن ها هي تقرر الهرب من العراق، لكلِّ حادث صاروخ وحديث، وقد عُرِّضَت للهزيمة في أحداث الفتن السنية الشيعية، فيكفي استشهاد القائد الشهيد نصر الله نصرةً للشعب الفلسطيني، دفاعًا عن غَزَّة.