×

أخر الأخبار

عن الشهداء والسجناء... رسالة الى رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي المحترم

  • 15-06-2020, 21:50
  • 304 مشاهدة
  • قاسم محمد جبار

ان لم تعرفني فستعرف اسمي في نهاية الرسالة
وان لم تتذكرني اذكرك بلقاءات جمعتنا كان احداها سفرنا الى اربيل رفقة رئيس الوزراء الاسبق الدكتور  حيدر العبادي.
ان لم تسعفك الذاكرة فاسال فريقك الاعلامي ومستشاريك عني، القديم منهم والجديد، فالقديم يعرفني والجديد لاينكرني.
انا من الذين استبشروا خيرا حين نصبت رئيسا للوزراء املا كما في كل مرة ان يكون القادم افضل، وشوقا الى شيء من الاستقرار بعد كل ماجرى خلال العامين الاخيرين على الاقل.
ابتداء اقول لك ما انصفك الذين نصحوك ولا اعانك الذين اشاروا عليك اذ اغمضوا اعينهم واصموا اذانهم وورطوك.
فمحطيك وانا مطلع عليه نوعا ما، لم يصدق معك، تاكد ان بعض مستشاريك ليس لديهم مايقدموه لك، فليس لديهم سوى مجموعة مقترحات مطبوعة في (فايل بوكس) عتيق ، كلما جاء رئيس وزراء جديد قدموها له، كل مايفعلوه تبديل اسم رئيس الوزراء الجديد!!!!!.
هولاء ليس لديهم رؤية ولا فكرة خلاقة ولا حلول مبتكرة ، اتمنى صادقا ان تستبدلهم من اجل هذا البلد لعل الله يمن علينا بمن هو اهل للاستشارة والنصيحة الصادقة، وتاكد ان كل من ينظر الى ميولك ومزاجك وذوقك ويتناغم معها تملقا وارضاءا لك فاستبعده لانه لاينظر سوى لمصلحته ولموقعه.
اما فريقك الجديد فاخلع نظارتيه واسحقها بقدميك، ليرى البلد كما هو لا كما يراه من خلف عدساته الخاصة، وقل لهم ان العالم الافتراضي شيء والعالم الواقعي شيء مغاير ، وان ادارة بلد كالعراق تختلف عن ادارة صفحة على الفيسبوك ، وان المزاج والحب والكره والايدلوجية والعقد الشخصية لامكان لها لمن يريد ان يخدم في هذا الموقع.
اكتب هذا لاقول لك اني متالم وانا اسمع عوائل الشهداء والسجناء والمضحين تتهمك ب(البعثية) وهي تهمة انا اعلم وغيري ايضا يعلمون ان لا اصل لها ، ولكني اتفهم دوافعها فهي تعبير عن غضب وشعور بالاستياء بل الاستهانة بكرامة اناس (وانا احدهم) تحملوا من الديكتاتورية ومابعدها من حروب وماسي ماتحملوا، وراحت زهرة شبابهم اكراما لقضية يؤمنون بها وماحدث في موتمرك الصحفي الاخير كان اكبر اهانة توجه لهم وتمس كرامتهم حين خصصتهم بالحديث وكان سبب بلاء العراق وضائقته المالية هم.
وحين ذكرت السماوة المحافظة الاكثر فقرا وحرمانا ، الم تكن تعرف ايضا ان قوانين العدالة الانتقالية خففت عنهم شيئا من هذا الفقر ، فظلموا بالفعل حين اردت انصافهم بالكلمة. وان الاستشهاد بمثال لايعني التعميم على الجميع.
حين خصصت هذه الفئات بحديثك فانك استعديتهم ربما بغير قصد ولكن اقول لك للاسف كلماتك لم تعن نواياك ومشاعرك،  ومن الان فصاعدا من حقهم ان لايسمحوا لاحد من السياسيين وغيرهم ان يفتخر بمقارعة الديكتاتور وتقديم التضحيات ومعارضة النظام البائد مادامت الحكومة تنكر تضحياتهم بل وتمس كرامتهم. فالامة التي لاتكرم مضحيها لايحق لها ان تفتخر بتضحياتهم.
لا اريد ان اخوض في حديث متشعب ولكن لايمكن ان يكون الفيسبوك بوك مصدرا لاستقاء المعلومة الحقيقية وحين شوهوا سمعة اهالي رفحاء والسجناء والشهداء عملوا ذلك بقصد ونية باساليب وانماط معروفة كانت الغاية اكبر وابعد مما يبدو للعيان ، اختلقوا كما هائلا من المعلومات الكاذبة وصوروا هؤلاء على انهم يعيشون في قصور مرفهة وانهم واولادهم وزوجاتهم ( الاجنبية!) يستلمون تعويضا من الخزينة.حتى ان الكثير ممن نعرفهم ولديهم نظر وتدقيق انطلت عليهم تلك الاكاذيب فلا نلوم من يجهل ، ولكن من حقنا ان نلوم من بامكانه ان يطلع على كل الارقام والحقائق بمكالمة واحدة مع الموسسات المعنية.
ختاما، استهداف هذه الشرائح مخالفة قانونية ودستورية، فللدستور ثم القوانين العلوية على القرارات، ولايمكن لقرار ان يلغي قانون وبامكان اي مشتك اقامة دعوى لدى القضاء لنقض قرارك.
الاهم من كل هذا ان قراراكم سن سنة سيئة لها عواقب وخيمة على النظام السياسي برمته، فمخالفة الدستور والقوانين وتجاوز السلطة التشريعية من قبل السلطة التنفيذية يؤسس لما هو اخطر.
كان بامكانك ومازلت، الطلب من البرلمان اجراء تعديلات او حتى الغاء القوانين وعندها سنكون في الطريق الصحيح على الاقل شكليا.
كما ان مايمنح لهم هو (تعويض) كما ينص القانون وليس راتب وهذه مخالفة وثغرة  اخرى في قراركم .
كما بامكانك ان تشكل لجان للتدقيق في المشمولين ولن يعترض احد،  بامكانك (وهذا هو حالنا)ان تغير الماء الاسن في  الاناء ولكن ان تكسر الاناء فذلك ليس بحل.
السيد الرئيس .. اليس غريبا ان يكون اول عمل لك بعد سقوط الديكاتورية هو مؤسسة (الذاكرة العراقية)، واول مؤتمر صحفي بعدما صرت رئيسا للوزراء نسف تلك الذاكرة.
تدارك الامر فما زال في الوقت متسع ومازلت في بداية المشوار .

قاسم محمد جبار