١-بعد ان تم توجيه ضربة
تحذيرية مدوية لأردوغان في اسقاطه في الانتخابات البلدية وتحرير اسطنبول من قبضته الحديدية عبر سرب من الطائرات المسيَّرة المفخخة بالشكوى والدماء والفقر من ضحايا الطاحونة الاسرائيلية التي هشمت أضلاع غزة بقساوة تاريخية ولؤم قديم يرزح في قلوب بني صهيون عبر التاريخ ..تنطلق أسراب اخرى..
٢-حصل انزال سياسي ب مظلات وخيام ممزقة ..بخناجر وسكاكين وأحقاد ..في وسط باريس لتخنق (ماكرون) الرئيس الفرنسي الذي تمادى في تزييف واقعة غزة الدامية وآلالاف من شهدائها وتقديمها للمجتمع الفرنسي والعالمي بصور ومربعات متقاطعة ..لينتهيبه الامر الى قصف الطلبة المحتجين في اميركا واوروبا بقنابل سياسية سامة ورصاص اتهامات وتحريض يشبه الدمدم في صخبه ونفاذه..فسقط ماكرون ب(دوي وآهات )خدج غزة العابرة للقارات والملامسة للنجوم ..وكواكب ابراهيم التي لم تأفل منذ ان (إطمأن قلبه..) بطيور القلوب المشتتة والتي تجمعت على يديه المبسوطة بالدعاء بذرية تملأ الارض وغزة محبة وسنابل.. وكانت
٣-مسيّرات استطلاع انطلقت من تحت أنقاض غزة لتعبر الاطلسي العظيم …الى واشنطن السابحة بالاضواء والغارقة بالطموحات من ذكائها الاصطناعي ..فتزأر مسيرات غزة المذبوحة فوق رأس بايدن ليترنح سكراناً متلعثما ً أمام عيون العالم الواسعة والملتهمة للشاشات بأسنان من غضب مؤلم وحسرات بالغة ..فسقط بايدن في عرض (القوة والاغراء) أمام وحش ترامب الذي تلهّى بتقطيعه وتمزيقه وجعله (فرجة) وعرياناً بسيقان نحيفة بالية ..
٤-اليوم أرسلت غزة سرباً من مسيراتها الانسانية لتحلق في سماوات لندن التي بدت مدينة (بلا ضباب) لتسقط على رأس حزب المحافظين المغرم بالكيان الصهيوني ليسقط مهزوماً بنتيجة اقتربت من الصفر والتلاشي ..فأسرع رئيس وزرائها مهرولاً ليقدم استقالته للتخلص من ملاحقة أشباح الهزيمة التي تضيّق الانفاس..لقد سقط سوناك بضربة تشبه القاضية..
٥-الى الان هدهد سليمان غائباً وهو يسيح في هذا العالم الفسيح يفتش عن بقعة ظلم ..أوطغيان حاكم..أو خيانة أمة..وسيقف أمام سليمان مستعرضاً ملفاته الكبيرة والمتعددة بثقة عالية بالاداء وبنفس شامخة بالانجاز (أحطتْ بما لم تحط به..)كم كان كبيراً هذا الهدهد وهو يرافع امام سليمان السلطان المتمدد على (ملك لاينبغي لأحدٍ من بعدي)..وأكبر منه كان سليمان حين قال(سننظر …أصدقتَ أم كنت من الكاذبين)
سننظر …ونظر ..وقبل أن يغمض عينيه كان أمامه عرش بلقيس …عرش وملكة ..وتبسم الهدهد..
٦-هدهد سليمان كان صادقا بشهادته والافادة التي قدمها تبريراً لغيابه.. وهو طوال رحلته وغيابه وسفره لم يلتقط حبة قمح حرام ..ولم يرتوي الا من أنهار جارية ..رفرفت على شطآنها العصافير والطيور ..هدهد سليمان لايشبه هدهد(أحمد شوقي)الشاعر المصري اللذيذ بشعره وهو ينسج قصة مجنحة الرسائل لمن يهمهم الامر من الانسانية جمعاء..فرادى وجماعات..(هدهد شوقي المخنوق)ليس ك(هدهد
سليمان الامين ..في رسالة الاستطلاع ..
٧-لقد نسج شوقي قصة لسرقة مزعومة لحبة وقفت في صدر هدهده الذي وقف مهيضاً ذليلاً وهو يشتكي منها لطبيبه ..الغارق في التفكير ..بينما انهال الحاضرون بالتهم على الهدهد بلا اسنادٍ أو دليل ..لقدزادت غصة الهدهدوهو يرى ويسمع ما تقوله (الحاشية) الموغلة بالايهام والتزييف..وتلك آفة الملك ..على مر العصور
شراكتها حاشية لم يملأ عيونها الا الرماد
وقفَ الهدهدْ في باب سليمان بذلة…………قال يامولاي انّ عيشتي صارت مملة
متُّ من حبةِ قمحٍٍ أحدثت في الصدر غلة
لامياه النيلِ ترويها ..ولا أمواه دجله
واذا دامت قليلاً ..قتلتني شرَّ قتله
فأشار السيدُ العالي …الى من كان حوله
قد جنى الهدهد ذنباً وأتى في اللؤمِ فعله..
ما أرى الحبة الا ..سرقت من بيت نمله
انّ للظالمِ صدراً….يشتكي من غير عله
كان طيراً..وكانت حبة..وكانت قصيدة بسرعة بريد الزاجل..وكلها تروي جنحة سارق..وجناية حاكم عتيد..
لم يسرق الهدهد ولكن الذي سرق رآه الهدهد من بعيد..وسيحضر مرافعة..(الضنك) ..الذي يلاحق الباخلين والقساة وقطاع طريق الطيبين
عباس الجبوري
نائب-برلمان عراقي